دعا المشاركون، على هامش أشغال الملتقى الدولي السادس حول “البلاغة وتحليل الخطاب”، إلى ضرورة التفاعل الإيجابي مع التراث الأدبي العربي، لاسيما في مجال البلاغة و تحليل الخطاب، و وجوب الاحتكاك بالبلاغيين واللغويين العرب وكذا الفلاسفة المسلمين لتذليل الصعوبات. وأضاف المتدخلون الذين قدموا من مصر، تونس، المغرب وجامعة “مزندران” الإيرانية والسودان وآخرين من جامعات الوطن على غرار بجاية، تلمسان، الأغواط، سطيف بلعباس وتيزي وزو، في اختتام فعاليات هذا الملتقى بجامعة مولود معمري، أن البحث في البلاغة العربية عبر تاريخها بقي أسير المقاربات الشكلية التي تعتمد غالبا مقولات معيارية لا تصلح أن تتشكّل في نسق منهجي يتمتّع بالقدرة على التحليل، والتي بقيت تتداول عبر العصور من كتاب إلى آخر على الرّغم من ثراء مباحثها الاصطلاحية، وامتداداتها في معارف خصبة وفضاءات متعدّدة، كالنحو والتفسير والأصول والنقد الشعري.وأوضح المشاركون أن البلاغة العربية لم تعرف لمسات إضافية في العصر الحديث بسبب إعادة العديد من الباحثين للكتابات الأولى نفسها دون تحويلها إلى بدائل نقدية، داعين إلى جعل هذه المناهج من حيث التركيز على جهود أسلافنا من علماء نقاد لبناء استراتيجية نظرية وإجرائية لقراءته وتنشيط فاعليته، مع وجوب استعادة البلاغة إلى وضعها الطبيعي كنظرية في الكتابة وسلطة إبداعية . كما دعا المتدخلون في أشغال اليوم الأخير من الملتقى بضرورة التأسيس لمنهجية علمية حديثة للنظر في الإسقاطات العلمية على المورث البلاغي، وكذا البحث في آليات تسمح القراءة في البلاغة العربية من داخل بنيتها لاكتشاف منطقها وهويّتها ووظيفتها، مع تجديد دعوتهم بخلق قنوات تواصل ناجعة للربط بين البلاغة القديمة والحديثة، مع طرائق تحليل الخطاب المعاصرة مع إبراز وسائل تجديدها في مجال الشعر الرواية والقصة.