يواصل عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في مدينتي مصراتة وأجدابيا الليبيتين، محاولاتهم للفرار من جحيم القصف المتبادل بين كتائب معمر القذافي وثوار17 فيفري. ويحاول المهاجرون الذين أقاموا في ليبيا في فترة الاستقرار الفرار بأنفسهم نحو أي اتجاه خارج ليبيا، ولا تزال المنظمات الإنسانية تحاول إجلاء الرعايا العالقين والذين في معظمهم من بنغلادش ومصر والسودان وسوريا والعراق وتونس والهند ودول أخرى ونقلت، أمس، سفينة إنقاذ نحو 1200 مهاجر إلى مدينة بنغازي الليبية، وهم مجرد جزء من أولئك العالقين في مدينة مصراتة المحاصرة ولا يزالون عاجزين عن الهرب. وتحاصر القوات الموالية لمعمر القذافي مصراتة، آخر معاقل المعارضة الليبية في الغرب منذ ستة أسابيع بالصواريخ وغيرها من الأسلحة الثقيلة. ويقال إن المئات من المدنيين قتلوا في القتال. وقال جيرمي هسلم، منسق مساعدات في المنظمة الدولية للهجرة كان على متن السفينة، أنه يرجح وجود ما يتراوح بين ثمانية وعشرة آلاف مهاجر في مصراتة. وقال إن القصف جعل من الصعب الوصول للعديد من المناطق في مصراتة وأجبر سفينة المساعدات على مغادرة ميناء المدينة سريعا، وهو ما يعني ضرورة اتخاذ قرارات صعبة بشأن تحديد من يحتاج لنقله أولا. وأضاف قائلا: “لم نستطع الوصول للأكثر احتياجا، أولئك المحتاجين للخروج بسرعة، لأن ذلك كان خطيرا للغاية”. وقال بعض المهاجرين الذين كانوا متلهفين جدا للمغادرة إلى حد أن موظفي الإغاثة خشوا من التسبب في تدافع إذا حاولوا إخراجهم، وهو ما كان سيعقد عملية الإجلاء أكثر. وهتف رجال قائلين “الله أكبر” ولوحوا عندما شقت السفينة اليونانية المستأجرة إيونيان إسبريت طريقها إلى داخل ميناء بنغازي. واكتظ ظهر السفينة بأشخاص يرتدون قمصانا ثقيلة ومعاطف لتقيهم من الرياح الباردة القادمة من البحر المتوسط. هذا ويؤكد أطباء منظمة أطباء بلا حدود، على خطورة الأوضاع الإنسانية في ليبيا، وقال الدكتور مورتن روزتروب لوكالة “رويترز” للأنباء، أن عدد القتلى والضحايا يتزايد بشكل كبير جدا كل يوم. وكان روزتروب يتحدث من على متن سفينة مساعدات تشغلها المنظمة بعد مغادرتها مصراتة الجمعة متوجهة إلى تونس وعلى متنها 65 مصابا بعضهم في حالة خطيرة، أصيبوا في القتال بين المعارضين والمؤيدين للقذافي. ورست السفينة في وقت سابق صباح الجمعة في مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية بعد فشلها في القيام بذلك يوم الخميس بسبب القصف العنيف. وقال روزتروب إنه زار مستشفيات مصراتة لمعرفة أي المرضى الذين يتعين نقلهم معه إلى تونس. وقال “يعملون (الأطباء) بشكل جيد. بحوزتهم بعض المعدات... ينقصهم جراحي أعصاب وهي مشكلة”.