الإسلام دين رحمة وبركة وإحسان، وحث على منفعة نوع الإنسان. فما اشتمل عليه هذا الدين من الرحمة وحسن المعاملة والدعوة إلى الإحسان، والنهي عن كل مضاد لذلك هو الذي صيّره نورا وضياء بين ظلمات الظلم والبغي وسوء المعاملة وانتهاك الحرمات، وهو الذي جذب قلوب من كانوا قبل معرفته ألد أعدائه حتى استظلوا بظله الظليل، وهو الذي عطف وحنا على أهله، حتى صارت الرحمة والعفو والإحسان يتدفق من قلوبهم على أقوالهم وأعمالهم، وتخطاهم إلى أعدائه، حتى صاروا من أعظم أوليائه. فمنهم من دخل فيه بحسن بصيرة وقوة وجدان، ومنهم من خضع له ورغب في أحكامه وفضلها على أحكام أهل دينه، لما فيها من العدل والرحمة. أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس من مظاهر الإسلام حسن المظهر وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله جميل يحب الجمال” كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول: “إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الرائحة”. وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل: “إني ما رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل”. وكذا بذل المعروف وقضاء حوائج الناس.. سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب؛ بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”. والله عز وجل يقول: “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه.