شهدت شوارع قطاع غزة والضفة الغربية أجواء احتفالية تاريخية بمناسبة المصالحة الوطنية، وتدفق الآلاف إلى الساحات العمومية للتعبير عن رغبتهم في مواصلة مسيرة المصالحة وللتأكيد على ضرورة التوجه نحو المطالب الوطنية وتحقيق الاستقلال. ولم تخل أجواء الفرحة من حالة ترقب وحذر خصوصا في رام الله التي أربكهم قطع العدو الإسرائيلي لرواتب العمال الفلسطينيين للضغط على أطراف المصالحة الفلسطينية التلفزيون الفلسطيني يعود للعمل بشكل مباشر من غزة لم تخل أجواء الفرحة من حالة من القلق الذي خيم على أجواء الفرحة، سيما في منطقة الضفة الغربية بعد انقطاع الرواتب جراء مواقف متشددة قد تتبناها الحكومة الجديدة بشكل استعراضي يجعل إسرائيل وأمريكا تأخذان الأمر كذريعة لقطع الراتب. فيما هناك قلق وسط سكان غزة أن لا يؤدي هذا الصلح إلى فتح ممر بيت حانون - ترقوميا وأن تبقى الأمور حبرا على ورق وأن تواصل إسرائيل حصار قطاع غزة المغلق منذ العام 2003. أما سكان غزة وبعيدا عن كل الشعارات الكبيرة التي ترفعها القيادات، فهم يريدون أن يلمسوا هذه الوحدة من خلال التواصل الجغرافي ورتق التفتت الذي أصاب النسيج الاجتماعي، ومن خلال توحيد الأجهزة الأمنية، والحديث يدور عن جيل كامل من الشبان لم يزر الضفة من قبل ولم يسجل ولا زيارة واحدة للقدس المحتلة. ومن الناحية الأخلاقية والقانونية لا يجوز مقايضة المواطن بحليب أطفاله أو لقمة عيشه، ورغم الانتقادات التي شهدتها منتديات شبابية لشكاوى أهالي الضفة وتخوّفاتهم من انقطاع الراتب، إلا أن المخاوف حقيقية ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، فمن حق أرباب الأسر أن يخشوا على حياة أطفالهم، أما في قطاع غزة، فمن حق الجيل الجديد أن يشعر بأن رام الله وطنه مثلما غزة وطنه وأن أية محاولات من جانب القيادات المختلفة لتبرير الأمر ستكون دون جدوى، فالدلالة الموضوعية الوحيدة على وجود وحدة وطنية هي أن نعيش بمساواة وفي ظروف واحدة ووطن واحد. من جهة ثانية، أعلن الدكتور حسن أبو حشيش، رئيس المكتب الإعلامي لحركة حماس، عن مبادرته بالسماح لتلفزيون فلسطين للعمل بشكل مباشر في قطاع غزة، وذلك استثماراً لأجواء التفاؤل التي تعم الأراضي الفلسطينية وتجسيداً للمبادرات السابقة التي تقدم بها المكتب الإعلامي الحكومي سابقا لتحييد الإعلام وتجنيبه تداعيات الانقسام.