تدعمت المكتبة الجزائرية، مؤخراً، بإصدار جديد للمؤلف والروائي الدكتور ميلود بكوش، وهو نص روائي وسم ب”العذراء والأربعون جلادا”. تحكي وقائع النص المستوحى من أرياف مدينة تلمسان الواقع المرير الذي عايشه سكان الريف التلمساني في فترة عشرينيات القرن الماضي ومعاناتهم من ويلات الثالوت الرهيب، الاستعمار من جهة، الفقر والجهل من جهة أخرى. وعبر أحدث الرواية تبدأ مغامرات بطلة النص الطفلة رابحة ذات ال5 سنوات، التي فرض عليها والدها تقمص صفة رجل من أجل مساعدته على عيال أسرته المكونة من 8 بنات، وفي نفس الوقت تروي الصراع الداخلي للطفلة التي لم ترض يوما بهذه الشخصية الذي لعبته طيلة 80 سنة إلى درجة أن بعضا من أهالي الريف ظنوا أنها رجل فعلا. المعاناة في هذه الرواية تكمن في السذاجة التي استغل بها المستعمر الفرنسي والد الطفلة رابحة من أجل امتصاص مجهود أسرته بأكثر من يد عاملة واحدة، والمشعوذين الذين أوهموه أنها تحولت بيولوجيا إلى ذكر. وعن هذا العمل، يقول المؤلف: “هو أول تجربة لي في مجال الرواية، وهو نتيجة سنوات طوال من العمل بعدما كنت أهوى كتابة الخواطر منذ أيام الثانوية، وبعد سماعي لرواية الطفلة رابحة تأثرت بها وعملت على قولبتها في عمل درامي من أجل دعم المكتبة الجزائرية من جهة، ومن أجل المساهمة في توعية الشباب بماضيهم من أجل حثهم على طلب العلم والتشبث بهذا الوطن الحبيب”.