تزامن فشل المجلس الانتقالي الليبي في إقناع قادة الولاياتالمتحدة بالاعتراف به، في مقابل اكتفائها بالتعاطف معه وباعتباره شرعيا وذا مصداقية، مع موجة من الغضب ضد قادة المجلس يقودها أعضاء من المعارضة الليبية المطالبون بضرورة تصفية المجلس من رموز نظام القذافي، الذي جعل دائرة الشكوك حول مصداقيته تتسع لتكون تبعاتها موجة من السخط اندلعت أمام السفارة الليبية بالعاصمة الكندية أوتاوا بين متظاهرين موالين للزعيم الليبي معمر القذافي وآخرين معارضين كما امتدت موجة الغضب من قادة المجلس ذوي السوابق مع عهد نظام القذافي، إلى معارضين ليبيين يقيمون في دول أوروبية من أجل تطهير المجلس الانتقالي الليبي. وامتنعت الولاياتالمتحدة عن الاعتراف دبلوماسيا بالمجلس الوطني الانتقالي غير أنها اعتبرته “شرعيا وذا مصداقية” خلال زيارة للمسؤول الثاني في الهيئة القيادية للثوار الليبيين محمود جبريل إلى البيت الأبيض. وقال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي توم دونيلون في بيان صدر خلال زيارة جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس إن “الولاياتالمتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا وذا مصداقية عن الشعب الليبي”، وفق بيان صادر عن الرئاسة الأمريكية. وكان جبريل قال لشبكة “سي آن آن” إنه يتوقع أن تثمر لقاءاته في البيت الأبيض اعترافا رسميا من الولاياتالمتحدة بالثوار الليبيين. وجدد دونيلون في بيانه موقف الرئيس أوباما الذي يعتبر أن الزعيم الليبي معمر القذافي “فقد شرعيته” و”عليه التخلي عن السلطة حالا”. وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة تعتبر قوات المعارضة شرعية فإنها لم تصل إلى حد الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي بوصفه ممثل الشعب الليبي، قائلة إن هذه الفكرة ما زالت قيد المراجعة. وتقول الولاياتالمتحدةالأمريكية إنها لم تتمكن بعد من جمع كل البيانات حول طبيعة المجلس الانتقالي وهويته، هذا ما يجعلها تمتنع عن الاعتراف به كممثل شرعي للشعب الليبي. علال محمد الناتو يستهدف مركزا للقيادة في البريقة.. خبراء: “سنوات من الخراب في انتظار ليبيا والحرب تحتاج إلى أشهر.. !” يجمع الخبراء العسكريون على أن حالة الجمود العسكري في ليبيا التي دخلت بها الحرب شهرها الثالث دون أن يحقق أي من طرفي الصراع انتصارا على الآخر، وزادت الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المدنيون في عدة مدن ليبيا من حجم الكارثة في ظل جهود “جد محتشمة “ للمنظمات الدولية لحماية المدنين. وبحسب المراقبين والخبراء فإن مكاسب المعارضة في مصراتة هشة وأنها عرضة لهجوم مضاد كما حدث في الانتفاضة المسلحة التي بدأت قبل ثلاثة أشهر على حكم القذافي المستمر منذ 42 عاما. ويقول محللون عسكريون إن الحرب في ليبيا ستستمر إلى عدة أشهر، وأن حالة الجمود العسكري باتت تتطلب تصعيدا كبيرا للغارات التي يشنها الحلف بحيث تسفر إما عن مقتل القذافي أو انهيار حكومته من الداخل. ورغم أن غارات الناتو مكنت المعارضة من السيطرة على عشرات المواقع الحكومية حول مدينة مصراتة الاستراتيجية المعارضة وعلى مطار المدينة الأسبوع الماضي، إلا أن المعارضة والحلف لا زالا حذرين بشأن إمكانية تحقيق نصر سريع. ويؤكد الخبراء أن غارات حلف شمال الأطلسي التي أدت إلى تراجع الهجمات الحكومية على مناطق المعارضة لن يمكنها أن تحقق النصر في معركة السيطرة على البلاد بالكامل دون السيطرة على طرابلس. وأثبت القذافي صلابته، حيث رغم سيطرة معارضيه على بنغازي ومناطق أخرى في الشرق المنتج للنفط، فلا يزال متحصنا في طرابلس. ويحذر محللون من أن تراجع هجمات القوات الحكومية قد يعكس ببساطة استراتيجية أو تعزيزه مركز حكمه في العاصمة. وقد يكون أي تكثيف للغارات على طرابلس صعبا سياسيا على الحلف في ضوء التكليف المحدد الذي منحته الأممالمتحدة إياه بحماية المدنيين وليس تغيير النظام. هذا وأعلن حلف شمال الأطلسي أن الغارة الجوية التي شنها الحلف على مدينة البريقة الواقعة في شرق ليبيا أمس الأول، أصابت أهدافا قيادية قالت الحكومة الليبية إنها قتلت 11 شخصا وأصابت 45 آخرين استهدفت “حصنا للقيادة والتحكم”. وقال الحلف في بيان “نعرف الادعاءات بسقوط ضحايا مدنيين فيما يتعلق بهذا الهجوم، وعلى الرغم من عدم استطاعتنا التأكد بشكل مستقل من صدق هذا الادعاء فإننا نأسف لمقتل أي مدنيين أبرياء عند حدوث ذلك”.