تعيش 48 عائلة تقطن بالحي الفوضوي الواقع قرب مقر بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، ظروفا معيشية قاسية في أقفاص لا تصلح للجنس البشري، وتستنجد بالسلطات المحلية لانتشالها من الجحيم الذي تتخبط فيه منذ سنوات. وقفت “الفجر” من خلال الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى موقع الحي الفوضوي على حجم المعاناة التي تتخبط فيها 48 عائلة تعيش ظروفا أقل ما يقال عنها إنها كارثية بالحي الذي لا يفصل بينه وبين مقر البلدية سوى بضع أمتار، غير أنه لم يشهد التفاتة من قبل مسؤولي البلدية الذين تعاقبوا على مجلسها، مثلما أشار إليه السكان، أو حتى وعودا تفيد بترحيلها يوما ما إلى سكنات لائقة تخفف عن قاطنيه غبنهم. “أطفالنا يعانون من مختلف الأمراض المزمنة كالحساسية والربو، بسبب الأقفاص التي لا تصلح للجنس البشري والمكسية بصفائح الترنيت التي أنهكت أجسادنا”، “نطالب بأبسط حقوقنا” هي صرخات أمهات بعض الأطفال الذين يعانون من أمراض الحساسية والربو، حيث لا تدخل أشعة الشمس إلى تلك الأقفاص، بل على العكس تماما فهي تتسم بالظلام الحالك حتى في عز النهار، ناهيك عن المياه القذرة التي تميز مسالك الحي، وانبعاث الروائح الكريهة، وتتفاقم معضلة السكان كلما حل فصل الشتاء، حيث تغرق أقفاصهم في مياه الأمطار، وهي البيئة التي تسببت في انتشار الحشرات والباعوض بذات الحي. وحسب شهادة السكان الذين تحدثوا إلينا، فلم يرد اسم أي من العائلات ممن تقطن الحي القصديري وأودعت ملفات للاستفادة من سكنات اجتماعية الحي ضمن القائمة التي تم الإعلان عنها الأسبوع الفارط، وأحدثت فوضى عارمة على مستوى مقر البلدية إثر تهديد أربعة أشخاص بالانتحار حرقا من على سطح البناية. وكانت خيبة الأمل بادية على بعض العائلات التي تحدثنا إليها ولم تجد أسماءها وعلّقت آمالا كبيرة على القائمة المعلن عنها، حيث جاء على لسان إحدى القاطنات بالحي منذ سبع سنوات أنه تم إقصاؤهم حتى من قائمة السكنات الاجتماعية التي ضمت 100 مستفيد. وتساءل محدثونا عن مصيرهم الذي يجهلونه خصوصا وأنه تم إحصاؤهم سنة 2007، ولم يسجلوا أي جديد ضمن عملية الترحيل التي باشرتها مصالح ولاية الجزائر منذ العام الفارط، بعدما استفادت عدة عائلات كانت تقطن الصفيح من سكنات لائقة بعدة مواقع، ما جعلها تستنجد بالسلطات مجددا للنظر في وضعها والبت فيه بشكل جدي.