تشهد ولاية سطيف مع حلول كل صيف إقبالا معتبرا للسيّاح والمواطنين الذين يقصدونها من مختلف ربوع الوطن وحتى من خارجه، مفضلين الذهاب إليها على فوضى وتعب الاصطياف بشواطئ البحر ورغم أن سطيف ليست منطقة سياحية، تجد الزائر يقصدها هروبا من الضوضاء وبحثا عن الراحة والاستجمام، خاصة في الحمامات المعدنية التي تزخر بها المنطقة، إلى جانب المواقع الأثرية التي أضحت قطبا سياحيا هاما يستقطب كل عام الكثير من الزوّار خاصة في فترة إقامة مهرجان جميلة العربي حيث يزداد الإقبال عليه. وتبقى الولاية تفتقد للعديد من المرافق السياحية وسط المدينة، فعدا حديقة التسلية وحديقة الأمير عبد القادر لا توجد هناك أية مرافق عمومية أو سياحية أخرى تليق بمستوى عراقة سطيف، وهذا ما يتطلع إليه المواطن من قبل السلطات المحلية التي تسعى جاهدة للرقي بالجانب السياحي للولاية، في الوقت الذي تفضّل فيه غالبية العائلات السطايفية البحث عن مكان تحت أشعة شمس شواطئ الكورنيش الجيجلي وبجاية وبنسبة أقل سكيكدة وعنابة لقضاء عطلتها الصيفية بعد ثلاثة فصول من التعب. ومن جهة أخرى، تجد الآلاف من العائلات الفقيرة بمختلف بلديات سطيف نفسها عاجزة عن التمتع بثلاثية الرمال والشمس والبحر، وهذا بسبب عدم القدرة على توفير تكاليف السفر وقضاء أيام بالمدن الساحلية، حيث تضطر إلى محاولة التنفيس عن الذات داخل تراب الولاية. كما سجلنا إقبالا كبيرا لهذه العائلات الميسورة على الحمامات المعدنية التي تشتهر بها الولاية على غرار حمام السخنة، حمام ڤرڤور وحمام أولاد يلس، حيث أشار "محمد" الذي كان برفقة زوجته وأربعة من أبنائه بأنه ولكونه موظف بسيط تعجز ميزانيته عن ضمان عطلة صيفية بالمناطق الساحلية، لذلك فضّل الجمع بين المتعة والراحة والتداوي عن طريق المياه المعدنية، لا سيما وأن زوجته تعاني من أمراض في المفاصل. وبمسبح عين أزال جنوب الولاية سجلنا اكتظاظا كبيرا للشباب يتمتعون بأشعة الشمس الحارقة. كما وجدنا المواقع الأثرية تعجّ بالزوار من مختلف الولايات، يبحثون في حكايا التاريخ حيث كانت الأطلال المترامية بمدينة جميلة تحاكي تلك الحضارات المتعاقبة على منطقة سطيف والمتجدرة في عمق التاريخ.