تفضل معظم العائلات التبسية، مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تناول الأكلات الخفيفة عوض الدسمة والثقيلة، إذ تعد كسرة الرخسيس واللبن والشكشوكة الحية المكونة من الطماطم والبصل المفضلة في وجبة الغداء، فيما يكون الدلاع والبطيخ على مائدة العشاء . وترجع بعض ربات الأسر أسباب تخليهن عن طهي المأكولات المعتادة إلى الهروب من درجات حرارة المطبخ وكذا تفادي المأكولات الثقيلة التي تتميز بها الجهة، على غرار الكسكسي وأنواع المرق الدسمة المختلفة، وكذلك رغبة منهن في التمتع بعطلة صيفية ربما تغنيهن عن سنة كاملة في المطبخ. أما بالأرياف فإن السكان يعتمدون أساسا على “البوتشيش” المفور والمسقى بالحليب وكسرة الشعير و كسكس باللبن والزبدة، المعروفة محليا بالدهان، والكسرة المطلوعة، وهي من المأكولات المفضلة عند أبناء هذه المناطق أثناء فصل الصيف.. في انتظار نضج ثمرة التين الشوكي المعروف بالهندي، الذي غالبا ما يكون غذاء مفضلا وفاكهة رائدة في المنطقة. إلا أن بعض العادات والتقاليد والمأكولات الشعبية انقرضت وتخلت عنها العائلات التبسية بصفة نهائية، حيث كانت إحدى الميزات للأصالة التبسية، منها الرب بضم الراء، وهو مادة تحضر بالدهان والتمرأو الغرس بعد تنقيته من النوى وطبخه بالماء واستخراج الدهان والكليلة من مشتقات الحليب، بعد مخضه بالشكوة، وكذا الجبن الذي كان يحضر بمادة تعرف محليا بالدوث، يستخرج من لبأ النعجة عند الولادة، أو تجميع الحليب في إحدى الأواني وتجميده، ثم يوضع فيما يعرف بمشعل الجبن الذي يصنع من الحلفاء أو القزيح، ثم يربط ويعصر فيصبح جاهزا للأكل.. هي العادات التي طغت عليها الوسائل العلمية الحديثة وحولتها من مواد طبيعية ذات قيمة صحية وغذائية عالية إلى مواد اصطناعية استعملت فيها بعض المستحضرات الكيماوية، وهي من العوامل التي أدت إلى تدهور المناعة داخل جسم الإنسان ونتجت عنها الإصابة بعدة أنواع من الأمراض لم تكن معروفة.