شهد أول موسم احترافي في الجزائر مفاجآت جمة، ما جعل بعض رؤساء الأندية وتقنيين يجمعون على أن الكرة المحلية مازالت بعيدة عن هذا المشروع الهام، باعتبار النتائج المتحصل عليها في نهاية هذا الموسم الشاق، والدليل هو بقاء السوسبانس قائما لمعرفة أسماء الأندية النازحة لحظيرة الرابطة الثانية إلى آخر جولة التي لعبت أول أمس بتاريخ الثامن جويلية لأول مرة، فضلا عن المعاناة التي واجهتها عدة أندية كانت رائدة في سنوات مضت على غرار مولودية الجزائر، بطل الموسم الماضي ووفاق سطيف المتوج بكأس الجمهورية. أولمبي الشلف يحظى بأول بطولة في تاريخه كان فريق أولمبي الشلف المستفيد الأكبر من أول بطولة احترافية، من خلال تتويجه بلقبه الأول منذ نشأته، وهو إنجاز حقيقي لأشبال المدرب إيغيل مزيان، بعد موسم شاق رغم أن التنافس لم يكن شديدا، بدليل انفراد الجمعية بصدارة ترتيب البطولة وبفارق شاسع عن الملاحقين قبل نهاية الموسم بأكثر من مباراتين. في نفس الوقت، يمكن اعتبار أولمبي الشلف أفضل فريق في البطولة حيث شهد موسما مستقرا، وربما أن السبب يعود إلى التسيير الجيد لإدارة مدوار، إضافة إلى خبرة المدرب إيغيل مزيان وحنكته. موسم استثنائي لسوداني أحرز الدولي الجزائري ومهاجم أولمبي الشلف، هلال سوداني، لقب أحسن هداف في أول موسم احترافي بتوقيعه ل 18 هدفا، وهو عدد لا بأس به بالنسبة للاعب، الذي تمكن من فرض كلمته في الأولمبي، إلى جانب تلقيه الدعوة في البداية من طرف المنتخب الوطني للمحليين، قبل أن يلتحق بصفوف المنتخب الأول، بدعوة من المدرب الوطني السابق، عبد الحق بن شيخة بمناسبة لقاء المغرب، ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. هذا وحل مهاجم شبيبة بجاية، يانيك نجونغ، في المركز الثاني ب 14 هدفا، متبوعا بهداف مولودية العلمة حمزة بولمدايس ب 11 هدفا، كما أن سوداني تمكن أيضا من الظفر بلقب أول بطولة احترافية رفقة أولمبي الشلف، بعد موسم استثنائي يبقى راسخا في ذهن اللاعب طيلة مشواره الكروي. عودة محتشمة لأندية مولوديتي وهرانوسعيدة وجمعية الخروب إلى حظيرة الكبار فضلا عن معاناة الأندية التي برزت في المواسم المنصرمة، يمكن القول بأن الأندية الثلاثة العائدة إلى حظيرة النخبة في الموسم الماضي، على غرار مولودية وهران، جمعية الخروب ومولودية سعيدة مرت هي الأخرى بأوقات عصيبة في ظل المشاكل التي اعترضتها، ما جعلها تتخبط وتصارع من أجل البقاء إلى آخر الجولات من عمر البطولة، باستثناء مولودية سعيدة طبعا، التي انطلقت بقوة في بداية الموسم قبل أن تجد نفسها غارقة في مشاكل مادية جعلتها تسجل سقوطا حرا. مدرب اتحاد البليدة ”10 سنوات على الأقل تفصلنا عن تحقيق نتائج جيدة” اعتبر مدرب اتحاد البليدة، يونس إفتيسان، أن البطولة الوطنية مازالت بعيدة عن الاحتراف، مشيرا إلى أن عشر سنوات قليلة لتحقيق هذا المشروع الكبير، باعتبار أن أول موسم احترافي شهد نقائص كبيرة، من خلال معاناة فرقنا الاحترافية من هاجس البرمجة، سوء التحكيم وكذا افتقادها للمنشآت الرياضية، وهو ما يفسر مدى بعدنا عن هذا المشروع، مقارنة بجيراننا، حيث قال في هذا الشأن ”المغرب مثلا خطط جيدا للدخول في الاحتراف، وأظن أنه سينجح في ذلك بداية من الموسم القادم”، وأضاف إفتيسان في حديثه ل ”الفجر” أن المسؤولية الأولى تعود إلى القائمين على الكرة في الجزائر، معربا أنه في الأول يجب أن يكتسب هؤلاء ثقافة في الاحتراف قبل الخوض فيه من الأساس، باعتبار أن الشخص هو قائد هذا المشروع وليس العكس، وفيه يشير إفتيسان إلى العوائق العديدة التي صادفت طريق فرقنا في أول موسم احترافي لها، وصولا إلى الأشخاص في الأندية، حيث يرى محدثنا مثلا في الجانب التقني، بصفته المدرب الرئيسي في الاتحاد البليدي، أنه على اللاعب أن يتشبع بأفكار مشروع الاحتراف، فهو مطالب بالانضباط والصرامة واتباع قرارات المدرب وأمور كثير قبل الخوض في أول مباراة في البطولة الاحترافية. لكن افتيسان رأى بأن العكس يحدث حاليا، فلا مجال لكل ما قاله، وسط المشاكل التي يعاني منها المدرب في أداء مهمته، لأنه طالما كان ضحية لتسيب لاعبين مثلا، أو تآمرهم وهو ما يريد أن يوصله مدرب البليدة للقائمين على الاحتراف إذا أرادوا اختصار الطريق لبلوغ نتائج جيدة في هذا المشروع. محمد. م إفتيسان يذرف الدموع ويصرح ”الانتدابات كانت ضعيفة ولا يد لي في سقوط البليدة” أدلى المدرب يونس إفتيسان بتصريح ل”الفجر” بعد نهاية مباراة أول أمس أمام جمعية الخروب وهو يذرف الدموع، مشيرا أنه في غاية التأثر لسقوط فريقه إلى الدرجة الثانية، حيث قال: ”أنا في غاية التأثر ولم أتمكن من التحكم في دموعي، لأن البليدة فريق كبير فعلا ولا يستحق ما حدث له هذا الموسم، لولا الانتدابات المتواضعة إن لم نقل الضعيفة في بداية الموسم، لأن بعض اللاعبين أثبتوا أنه لا يمكنهم مسايرة نسق القسم الأول. وحتى في فترة التحويلات الشتوية كان من المفترض تعديل الأوتار وجلب لاعبين في المستوى، لكن الإدارة جلبت 3 مغتربين لم يستفد منهم الفريق في شيء”. ولم يتوان المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية في التأكيد أنه لا يتحمل مسؤولية السقوط إلى الدرجة الثانية، لأنه ورث فريقا منهارا من جميع الجوانب: ”ورثت فريقا منهارا من جميع الجوانب، وكنت في حاجة إلى معجزة لإنقاذه من السقوط، لأن البليدة وقتها كانت في القسم الثاني غير أني فضلت تحمل المسؤولية من أجل الأنصار وزعيم الذي أحترمه، لكن اليوم لا يجب أن أتحمل مسؤولية السقوط وحتى الإدارة عندما تعاقدت معها أكدت لي أنها لن تحملني مسؤولية السقوط إلى الدرجة الثانية”. وفي سؤال لنا عن مستقبله مع الفريق، قال إفتيسان إن وضعيته تبقى غامضة ولا يعلم ما إذا كان سيشرف على الفريق الموسم المقبل أم لا، وذلك مرتبط بمدى رغبة المسيرين في مواصلة العمل معه، مبديا استعداده المبدئي للمساهمة في إعادة الفريق إلى الدرجة الأولى. ^ نبيل. و الجدول النهائي لبطولة الجزائر للرابطة المحترفة الأولى بطل الجزائر: أولمبي الشلف (يشارك في كأس رابطة الأبطال الإفريقية) المرتبة الثانية: شبيبة بجاية (يشارك في كأس رابطة الأبطال الإفريقية) المرتبة الثالثة: وفاق سطيف (يشارك في كأس الكونفيدرالية الإفريقية) كأس الجزائر: شبيبة القبائل (يشارك في كأس الكونفيدرالية الإفريقية) النازلون إلى الرابطة المحترفة الثانية: اتحاد عنابة وشباب أهلي برج بوعريريج واتحاد البليدة. الصاعدون إلى بطولة الرابطة المحترفة الأولى: شباب باتنة ونصر حسين داي وشباب قسنطينة. استئناف منافسات موسم 2011 - 2012 يوم 10 سبتمبر القادم. لرابع موسم على التوالي العلمة تنجح في ضمان البقاء بأعجوبة لم تخيب مولودية العلمة آمال جماهيرها وافتكت البقاء ضمن الرابطة المحترفة الأولى في آخر جولة من البطولة. ولم تكن نهاية الموسم الحالي بالنسبة للعلمة مختلفة عن المواسم الأخيرة، حيث لا يتمكن الفريق من إراحة محبيه إلا في الأنفاس الأخيرة من البطولة. وصارعت العلمة السقوط لرابع موسم على التوالي، وهو الأمر الذي يحتم ضرورة إجراء تغييرات كبيرة في بيت المولودية، خاصة في ظل توفر الموارد المالية لبناء فريق قادر على قول كلمته في البطولة وعدم الاكتفاء بلعب ورقة البقاء. المدرب لشقر: ”العلمة تستحق البقاء مع الكبار” أوضح المدرب لشقر أن فريقه استحق تحقيق البقاء مع الكبار ضمن حظيرة القسم الأول، بعد أن نجح في خطف نقطة ثمينة في الحراش رغم قوة المنافس. واعتبر لشقر أن لاعبيه خاضوا مواجهة الحراش بعزيمة كبيرة من أجل تفادي الهزيمة. كما أنهم لم يسرقوا البقاء. وأضاف لشقر أن هناك عملا كبيرا ينتظر الفريق لتحسين مستواه مستقبلا. وبخصوص بقائه مع الفريق، أوضح محدثنا أنه سيتطرق للأمر مع إدارة المولودية عقب العطلة مباشرة، مؤكدا أنه مستعد للبقاء. ج. ابراهيم رئيس مولودية سعيدة خالدي ”الموسم الاحترافي الأول لم يكن ناجحا والقادم سيكون أحسن” أكد الرجل الأول في إدارة مولودية سعيدة ل”الفجر” أمس، أن الموسم الاحترافي الأول لم يكن ناجحا، باعتبار أن الاحتراف طبق على الورق فقط: ”لا يمكننا القول إن أول موسم من البطولة الاحترافية كان ناجحا، وإنما كان متوسطا على العموم، حيث لم يتم تطبيق الاحتراف بأتم معنى الكلمة، وكانت معظم قوانينه مجرد حبر على ورق، فقد غابت العديد من الأمور المتعلقة به على مستوى إدارة الأندية وتسييرها بالدرجة الأولى، حيث أن ذهنيات العديد من المسيرين لم تتغير بعد ولم يفهموا معنى الاحتراف، وكمثال على ذلك أن تتم الاتصالات مباشرة بلاعبين لا يزالون مرتبطين مع فرقهم دون العودة إلى هذه الأخيرة. وهو الأمر الذي لا يمكن أن يبقى في البطولة الاحترافية، وهنالك العديد من الأخطاء التي يتوجب أن نتعلم منها مستقبلا”. وأضاف خالدي أن الموسم الكروي القادم لن يكون مثل سابقه، وستتحسن فيه الكثير من الأمور، باعتبار أن جميع الأندية أخذت الدروس من الأخطاء السابقة ومن تجارب الموسم الاحترافي الأول: ”فيما يتعلق بالموسم المقبل، فإنه لن يكون مشابها إطلاقا للموسم المنقضي، فلن تتكرر نفس الأخطاء التي حدثت سابقا، وستعمل كل الأندية دون شك على تفاديها باعتبار أنها تعلمت كثيرا منها، كما صارت لديها نظرة واسعة عن معنى الاحتراف. وأنا على يقين أن نسبة النجاح في تطبيق الاحتراف ستكون عالية خلال الموسم المقبل”. توفيق. و رئيس مولودية وهران، الطيب محياوي ”الاحتراف في الجزائر مجرد حبر على ورق” صرح رئيس فريق مولودية وهران، الطيب محياوي، أنه تم تطبيق مشروع الاحتراف في الجزائر من بوابة واحدة، تتمثل، حسب الرجل الأول في بيت الحمراوة، في الأوراق والمستندات فقط، لأن تطبيقه فوق الميدان كانت نتائجه وخيمة، مستندا إلى أن مبدأ الاتصال بين الأطراف، وهو أبرز بنود هذا المشروع في أول موسم له، كان غائبا، قائلا في حديثه ”الاتصال بين الفاف وإدارة الفريق واللاعبين أمر ضروري ولابد منه، لكنه وللأسف لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل في الوسط الكروي”. وأضاف رئيس فريق الباهية أنه كان يجب على القائمين على تسيير شؤون الكرة إيصال الفكرة جيدا، مضيفا أن الاحتراف يحتاج إلى تضافر الجهود من أجل الوصول إلى نتائج مثمرة، بالمقابل ضرب محياوي أمثلة عن واقع أول بطولة احترافية تتناقض وأهداف الاحتراف، قائلا ”كيف للاعب في بطولة احترافية أن يركن للراحة قبل نهاية الموسم بأربع مباريات؟! إنه أمر لا يشرف حتى الحديث عن الاحتراف”، لذلك يناشد محدثنا المسؤولين للنظر جيدا وتحديد النقاط السلبية والإيجابية التي نتجت عن أول موسم احترافي في الجزائر، من أجل دراستها قبل الخوض في الموسم القادم. من جهته يحضر محياوي للموسم القادم، معربا أنه بصدد جلب لاعبين جدد، تحفظ عن الإدلاء بأسمائهم، قائلا: ”في اليومين القادمين سأكشف عن الأسماء الجديدة التي ستدعم الحمراوة في الموسم القادم”، حيث يسعى مسيرو المولودية لتحقيق انطلاقة قوية في البطولة، تفاديا لتكرار سيناريو الموسم الأخير، الذي شهد بعض المشاكل التي اعترضت تقدم فريق عاصمة الغرب الجزائري في عدة مرات. ^ محمد.م