كشفت مصادر من مديرية الفلاحة لولاية سيدي بلعباس، عن إصابة 40 هكتار من أشجار الفواكه بداء اللفحة النارية، حيث تم إحصاء 5 مواقع انتشر بها المرض بنسب متفاوتة تقع كلها ببلدية تنيرة، بعد إجراء تحاليل ميكروبيولوجية مست عديد الهكتارات بمختلف المناطق على غرار وسهالة، سيدي خالد، سيدي على بن يوب وبن عشيبة الشيلية وقد تم اقتطاع العينات وأخذها إلى مخبر المحطة الجهوية لحماية النباتات بمسرغين، الذي توصل إلى وجود بكتيريا المرض بالمواقع الخمسة المذكورة، في حين أكدت النتائج سلبيتها بالمناطق الأخرى، الأمر الذي دفع بالجهات المعنية إلى التنقل إلى عين المكان لتقديم نصائح وإرشادات لفائدة مالكي البساتين المتضررة. وتتمثل النصائح في إزالة التقرحات أثناء التقليم والتخلص منها عن طريق الحرق في نفس المكان ونزع الأزهار الثانوية عند فترة النشاط، وعدم نقل بيوت النّحل من منطقة مصابة إلى منطقة سليمة، مع تجنب السقي وتسميد الأزهار. وتواصل ذات الجهات مراقبتها لمختلف البساتين المنتشرة عبر كافة ربوع الولاية للحد من ظهور إصابات جديدة أو علاجها منذ البداية في حالة اكتشافها، حيث تجدر الإشارة إلى أن حالة من الذعر والخوف تنتاب فلاحي الأشجار المثمرة الذين أكدوا تخوفهم من ضياع الأشجار أكثر من تخوفهم من ضياع الثمار هذا الموسم، حيث جدّدوا نداءاتهم إلى الجهات الوصية من أجل مساعدتهم في محاربة الداء للحفاظ على سلامة الأشجار المثمرة. ويذكر أن مرض اللفحة النارية هو داء تسببه بكتيريا “إروينيا أميلوفورا” يصيب أشجار التفاح، الإجاص والكمثرى أو ما يعرف بالزعرور، حيث يقضي وبشكل تدريجي على الثمار والأعراف ومن ثمّ الشجرة بأكملها. ومن أهم أعراض ذات الداء، إصابة الأزهار التي تصبح أجزاؤها مشبعة بالماء ثم تتقلص سريعا وتأخذ اللون البني ثم الأسود، ثم لا تلبث حتى تنتشر على الأوراق التي بدورها يتحول لونها إلى الأسود، ثم ينتقل المرض إلى الفروع ومن ثمّ إلى الثمار، وقد يخرج من الأجزاء المصابة سائل لزج يحتوي على ملايين الخلايا البكتيرية. وتظهر الأعراض بدءًا من موسم الصيف، ويمكن للبكتيريا قضاء فترة الشتاء في الأنسجة المتقرّحة لتعاود الظهور موسم الربيع التالي. ومن أهم العوامل المساعدة على انتشار المرض، الحرارة والرطوبة اللتان تساعدان البكتيريا في التكاثر، وكذا عامل الحشرات خاصة النحل الذي ينقل المرض من الزهرة المصابة إلى السليمة.