قال الأمين العام لجبهة البوليزاريو، رئيس الجمهورية الصحراوية الديمقراطية، أمس، على هامش اختتام الجامعة الصيفية بولاية بومرداس، إن الجزائر هو البلد العربي الوحيد المستقل 100 بالمائة، اقتصاديا، سياسيا، داخليا وخارجيا، باعتبار أنه لا يمكن لأي دولة مهما كان مقدار ثقلها وهيمنتها على الساحة الدولية أن تملي سياساتها على الجزائر. وأضاف الرئيس الصحراوي، أن الجزائر من بين الدول في العالم المعاصر الرائدة والقائدة في إطار السياسة الدولية المبنية على المبادئ، حيث أن الجزائر “لا تطالب بأرض فلان ولا تفرض هيمنتها على أحد ولا تصدر سياستها الى أحد”، مضيفا قائلا “إن الجزائر لا تطالب بأراضينا ولا يوجد مواطنين رعايا عندها، ونحن محتاجون لها لأن الجزائر وفية لمبادئها، كما أن الجزائر لا يمكن أن تُسيّر لا من باريس ولا من واشنطن ولا من مدريد أو إسرائيل، وإنما من قصر المرادية بالجزائر العاصمة”. وفي السياق ذاته، عاد الرئيس الصحراوي إلى سنة 1975 عندما كانت منظمة الأممالمتحدة مقبلة على الإشراف على تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، إلى أن أقدم أطراف وصفهم ب “المحتالين” على القيام بإبادة جماعية للشعب الصحراوي والتمتع بأرضه، أين قامت الجزائر حينها بالدفاع بمفردها عن الشعب الصحراوي الأعزل، قائلا إن هذا الموقف الذي اتخذته الدولة الجزائرية كان فيه نوع من المغامرة الحقيقية، باعتبار أن الشعب الصحراوي صغير وغير معروف على الساحة الدولية، كما أن جبهة البوليزاريو لم تكن قوية حينها ولم تملك في جيبها سوى قرار محكمة العدل الدولية وقرار منظمة الأممالمتحدة، حيث توافدت جيوش جرارة من إسبانيا والمغرب وموريطانيا بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك لتطبيق ما يسمى بالاتفاقية الخضراء، وأضاف الرئيس الصحراوي أنه كان من الصعب على الشعب الصحراوي الوقوف أمام هذه القوة العظمى إلا أن الجزائر هي الوحيدة في العالم التي قالت كلمتها “لا لإبادة الشعب الصحراوي ظلما وعدوانا” واصفا هذا الموقف ب”التاريخي” ولا يمكن إنكاره، مؤكدا أنه “وبعد مرور 36 سنة من الاحتلال لم نشعر يوما بأن الجزائر تدخلت في شأن داخلي مهما كان الموضوع رغم المساعدات التي وفرتها للشعب الصحراوي”. وعلى صعيد آخر، قال محمد عبد العزيز، إن المقاومة الشعبية هي الركيزة الأساسية التي تساهم في تحرير الأراضي من الاحتلال الغاشم، مضيفا أن هذا الأخير ركز على عنصر البشر في معركة غير متكافئة في العدة والعتاد، مضيفا قائلا إن الكفاح المسلح انطلاقا من كونه حق كرسته قرارات الأممالمتحدة لانتزاع الحرية يبقى مشروعا قائما، رغم تعنت الدولة المغربية، مشيرا إلى أن أطرافا دولية أخرى تزعم أنها تدافع على قضايا إنسانية، إلا أنها تنتهك حق الشعب الصحراوي وهو الحق في تقرير المصير، في ظل رفض الحكومة المغربية تطبيق قرارات منظمة الأممالمتحدة، فيما قال بخصوص الشعب المغرب “إننا لعلى ثقة بأن الشعب المغربي يوافقنا الأحاسيس المطبقة من طرف حكومة بلده خلال العهدات السابقة”، مضيفا “نحن نتطابق في نفس الأهداف مع الشعب المغربي: في الحرية، السلام، الاستقرار، وبناء اتحاد مغاربي بأسس واحدة” يضيف محمد عبد العزيز.