أفادت مصادر قيادية بجبهة التحرير الوطني ل”الفجر”، أن الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، يستدعي اليوم في أشغال الدورة الاستثنائية المركزيين للاستفتاء حول بقائه في المنصب الذي يشغله منذ 2006 من عدمه، وهو الأسلوب الذي أراد به بلخادم إثبات شرعيته والرد على جناح التقويميين الذي يطالبون برأسه منذ اختتام المؤتمر الأخير قوجيل يؤكد أن المقاطعين للجنة المركزية أكثر من 40 عضوا وبحسب ما أوردته نفس المصادر، فإن الأمين العام للحزب العتيد سيدعو اليوم 355 عضو من اللجنة المركزية للحزب إلى استفتاء حول موضوع بقائه في منصبه كأمين عام لجبهة التحرير الوطني من عدمه، وهو الأسلوب الذي أراد من خلاله نفس المسؤول الذي يدير شؤون جبهة التحرير الوطني للعهدة الثانية على التوالي لإبراز شرعيته ردا على لأصوات التي تطالب برحيله وفي مقدمتها ما يعرف بحركة التقويم والتأصيل التي يرأسها القيادي صالح قوجيل وعدد من وزراء وإطارات الحزب. وقد اختار عبد العزيز بلخادم استفتاء الدورة الاستثنائية للجنة المركزية باعتبارها أهم منعرج في مسار الحزب نظرا للأجندة التي يتطرق إليها القادة المركزيون وفي مقدمتها دراسة ملف الصراعات والانشقاقات الداخلية، وهي آخر دورة تناقش هذا الملف حسب تصريحات سابقة لعبد العزيز بلخادم، بغرض استكمال مقترحات الحزب بخصوص الإصلاحات السياسية والتشريعية التي يباشرها الرئيس بوتفليقة لاسيما ما تعلق بتعديل الدستور ونظام الحكم والعهدات الرئاسية، وهي ملفات لم يفصل فيها الحزب في دورته المركزية الأخيرة. كما يتناول الأفالانيون في هذه الدورة التحضير للانتخابات المحلية والتشريعية المقررة في 2012، وهي الاستحقاقات التي لن تكون سهلة بالنسبة للأفالان، كما جرت عليه العادة في الاستحقاقات السابقة، لاسيما إذا أصرت حركة التقويم والتأصيل على دخول هذه المعتركات السياسية بقوائم حرة. رشيد. ح قارة يتحدث عن استعانة بلخادم بمناضلي العاصمة لسد الفراغ قوجيل يؤكد أن المقاطعين للجنة المركزية أكثر من 40 عضوا “الحوار لا يزال متواصلا وعدم اعتماد المناداة للتستر على المقاطعة” قرر أعضاء حركة تقويم وتأصيل الأفالان مقاطعة أشغال الدورة الاستثنائية للجنة المركزية للحزب المقرر افتتاحها اليوم بفندق الرياض. وقدر المنسق الوطني للحركة، صالح قوجيل، عدد المقاطعين للدورة بقرابة 40 عضوا منهم مجاهدون وقياديون بالحزب وبعض الوزراء. وأكد صالح قوجيل في تصريح خص به “الفجر” أن ارتفاع عدد المقاطعين جاء تلقائيا ودون أي نداءات وذلك إيمانا من المناضلين بأن الدورة الاستثنائية للجنة المركزية غير شرعية، موضحا أنه تم اعتماد القائمة الاسمية في إحصاء عدد المقاطعين. واستبعد المتحدث أن يتم تبني طريقة “المناداة” في افتتاح دورة اللجنة الاستثنائية، مثلما درجت عليه جبهة التحرير دائما، وربط صالح قوجيل الأمر بمحاولة الأمين العام تجنب فضح الأوضاع وكشف الغطاء عن العناصر التي ستدرج باللجنة المركزية لسد الفراغ المترتب عن المقاطعة التي استجاب لها عدد معتبر من المناضلين. وأشار إلى أن الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، حاول عدم استعمال “المناداة” لأعضاء اللجنة المركزية كتقليد جديد رسخه منذ المؤتمر التاسع للحزب ليواصل تطبيقه في جميع النشاطات الخاصة باللجنة المركزية. وفي السياق ذاته تحدث الناطق الرسمي لحركة التقويم والتأصيل، محمد الصغير قارة، ل”الفجر”، عن استعانة الأمين العام للحزب بمناضلين من محافظة العاصمة من أجل ملء الكراسي والتغطية على عدم استجابة بعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب للمشاركة في أشغال الدورة الاستثنائية، وجزم أنه لهذا السبب سيتجنب الأمين العام الاعتماد على منوال المناداة عن الأعضاء. وأكد صالح قوجيل، أنه اغتنم الدورة الاستثنائية للجنة المركزية، للرد على الأمين العام كتابيا من خلال الرسالة التي وجهها له، والتي يشير مضمونها إلى أربعة نقاط، أهمها، تطهير اللجنة المركزية من الدخلاء، احتكاما إلى عدم توفرهم على الشروط القانونية، فضلا عن إعادة النظر في تجديد الهياكل القاعدية وفقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي، مشيرا إلى أنها تمت على “أساس التعيينات حسب الولاء والمصالح مع تهميش المناضلين وإقصائهم من المشاركة في عملية إعادة الهيكلة الأمر الذي أدى إلى الانقسام الخطير الذي يعيشه الحزب”. كما تضمنت رسالة صالح قوجيل لبلخادم وجود وجهة نظر للحركة التقويمية بشأن الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية، وأخيرا استراتيجية الحركة في الاستحقاقات المحلية والتشريعية المقبلة، مع وجود نوع من الازدواجية في تسيير كتلة حزب جبهة التحرير الوطني على مستوى المجلس الشعبي الوطني. وخلص الصالح قوجيل للقول أن مقاطعة حركة التقويم والتأصيل لأشغال الدورة الاستثنائية للجنة المركزية، لا تعني بأي شكل من الأشكال، أنه تخلى عن فكرة الحوار مع الأمين العام للحزب، مشيرا إلى أن الكرة الآن في مرمى بلخادم، لأنه مطالب بالرد على الرسالة التي وجهها إليه والتي سيتم على أساسها تحديد جولة أخرى من جولات الحوار الثنائية التي تجمع الطرفان.