تفضل العائلات العنابية، خلال شهر رمضان المبارك، تزيين مائدة فطورها بأشهى الأكلات الشعبية المستوحاة من تقاليد بونة الخالدة، منها طبق الشوربة، أوكما يطلق عليه العنابيون في لهجتهم المحلية “الجاري” وهو طبق رئيسي كامل الفيتامينات يتوفر على مادة الفريك إلى جانب الطماطم الطازجة وبعض الأعشاب البرية، منها الكرافس، إلى جانب البهارات التي تزيد لهذا الطبق لمسة سحرية.. لأن فيه لحم الخروف الجبلي. ورغم أن المرأة العنابية تتفنن في إعداد هذا الطبق، إلا أن هذا لا يشفع للعائلة للتملص من عاداتها الأخرى والمتمثلة أساسا في ضرورة إلحاق طبق آخر يسمى البوراك العنابي، باعتباره سلطان الصينية خلال شهر كامل. والبوراك معروف لدى العائلات العنابية لاحتوائه بعض المكونات التي تجعله أحسن طبق في الجزائر، خاصة أن ربات البيوت تجدهن ماهرات في إعداد حشوه الذي يكون عادة من البطاطا المهروسة والمتبلة بمختلف المنكهات المعروفة. كما أن اللحم المفروم والبيض والجبن تضفي على هذا الطبق طعما آخر، والأمر الحديث في عادات سكان عنابة أن االشبان هم من يفضلون إعداد طبق البوراك، وتفضل المطاعم والمحلات ذات الأكلات السريعة تغيير نشاطها، وذلك بتجنيد بعض العاطلين عن العمل من شبان المنطقة للتخصص في إعداد البوراك وعرضه في واجهات المحلات.. ويصل سعر الحبة الواحدة منه إلى 90 دج. وهناك من العائلات التي تفضل اقتناء البوراك من هذه المحلات لأنه شهي وله نكهة خاصة، حيث ترى طابورات غير منتهية للصائمين القادمين من الولايات المجاورة يتحملون مشقة الانتظار مقابل الظفر بطبق البوراك العنابي المرصع بعشبة المعدنوس، وهي آخر عناصره الأساسية خلال إعداده من طرف أهل المنطقة الذين لهم وصفة سرية في تحضيره للصائمين..!