عبرت دول مجلس التعاون الخليجى، أمس، عن ”القلق البالغ والآسف الشديد”، حيال ”الاستخدام المفرط للقوة” في سوريا، داعية إلى ”الوقف الفورى لإراقة الدماء” في هذا البلد. وأوضح بيان للمجلس أن الدولة ”تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع” في سوريا، و”تزايد أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة”، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى هايكو فيمن الخبير الألماني: ”الضغوط الدولية ستدفع بالأسد لتصعيد العنف لأنه لا يملك البديل” وأضاف ”إذ تعرب دول المجلس عن أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم، تؤكد حرصها على أمن واستقرار ووحدة سوريا، وتدعو إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته. والبيان هو الأول من نوعه للمجلس تجاه الأحداث في سوريا في ظل مطالب أطراف عدة في وسائل الإعلام لاتخاذ موقف مؤيد للاحتجاجات هناك. ويأتي غداة إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استمرار القمع في سوريا، موضحا أن القادة الثلاثة اتفقوا على التفكير ب”إجراءات إضافية” ضد نظام بشار الأسد. كما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس أن الولاياتالمتحدة ستحض الأوروبيين والعرب وسواهم على ممارسة قدر أكبر من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لكي يوقف قمعه الدموي للمحتجين المطالبين بالديمقراطية. الضغوط الدولية تدفع بالأسد لتصعيد العنف لأنه لا يملك البديل قال الخبير الألماني هايكو فيمن في حوار له مع موقع ”دويتش فيلله” الألماني، إن البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي تعليقا على الأحداث في سوريا أخذ موقفا وسطا بين موقفين متعارضين هما موقف الدول الغربية التي أدانت العنف في سوريا والموقف الروسي الرافض لاستخدام القوة مع النظام السورى. ويرجع فيمن رفض روسيا استخدام العنف مع النظام السوري إلى سببين أولهما عدم رغبتها في تكرار ما حدث في ليبيا، حيث بدأ الأمر بإدانة العنف في ليبيا، ثم تطور إلى تدخل عسكري والآن حرب أهلية، وهذا هو الموقف الروسي الرسمي، كما أن المصالح الروسية في سوريا تدفعها لحماية سوريا من التدخل الدولي. ويرى فيمن أنه وبالرغم من استمرار بعض الدول مثل روسيا والصين والبرازيل والهند في تأييدها للنظام السوري، إلا أن الضغط الذي مارسته ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي يبشر بوجود إجماع دولي على إدانة بل وإيقاف العنف في سوريا، وإن ساور هذا الإجماع بعض القلق. ويرى فيمن أنه وعلى الصعيد الرسمي السوري قد يؤدي هذا البيان إلى نتيجة عكسية أي إلى تصعيد العنف، فقد يرى النظام بأن الوقت ينفد، والمجتمع الدولي بدأ يتململ، وبالتالي سيسعى إلى سحق الاحتجاجات بأي طريقة وبأسرع وقت.