خوفاً من الوقوع في محظور شرعي يفسد الصيام في نهار رمضان، تلقت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر عديداً من الشكاوي والاستفسارات حول بعض الجوانب المتعلقة بالصيام، أغلبها حول الجماع والطلاق والشتائم في نهار رمضان وحسب تقرير لصحيفة “روز اليوسف” أوضح سعيد عامر، أمين عام لجنة الفتوى، أن استفسارات المسلمين تزداد على مدار شهر رمضان بنسبة 40 % مقارنة بالأشهر الأخرى، ويأتي في مقدمة تساؤلات المترددين على اللجنة فقه العبادات، لاسيما أمور الصيام والإفطار. وأكد أن من أهم أسباب الإقبال على استشارة علماء الأزهر في شهر رمضان تزايد البرامج الدينية على القنوات الفضائية وما تشهده من تضارب الفتاوى، فيحسم البعض أمره من خلال دار الإفتاء. وأضاف أن شهر رمضان يشهد تزايداً في الفتاوى المتعلقة بالشتائم بنسبة 50%، مشيرا إلى أنها قد تكون بسبب الزحام المروري والتكدس بالمواصلات العامة، ما يزيد من الحالة العصبية للفرد واشتعال ثورته ولكن هذا يضيع عليه أجر الصيام فلا ينال سوى الجوع والعطش. وأشار إلى أن ما يكثر فيه الاستفسار أيضا من اللجنة هو جماع الزوج لزوجته في نهار رمضان في حال عودته من السفر فيكون مفطراً بينما زوجته مقيمة داخل البلاد وصائمة، والفتوى تكون أن الجماع إذا كان حراً مختاراً لكل من الزوجين فالحكم كفارة صيام 60 يوماً أو إطعام 60 مسكيناً. وقال أمين لجنة الفتوى إنه كثيراً ما تتلقى لجنة الفتوى أسئلة عن حالات وقع بها الطلقة الثالثة وعند فحص الأسباب التي أدت إلى ذلك يكتشف أنه نتج لأسباب توصف ب”التافهة”، على سبيل المثال أحيانا يحلف الزوج علي زوجته بعدم شراء ملابس جديدة لابنتهما ولكن الظروف تضطرهما إلى شرائها، فيقع الطلاق أو أنه يحلف اليمين علي الزوجة بعدم الذهاب إلى منزل والديها أو جارتهما وهذا يحدث كثيراً. وأوضح عامر أن يوم أعضاء لجنة الفتوى لا ينتهي بانتهاء وقت العمل الرسمي باللجنة، وهو الساعة الثانية مساءً، بل يمتد ليواصل الأعضاء مناقشة استفسارات وفتاوى الجمهور بعد الإفطار بعد صلاة التراويح. وأوضح الشيخ محمد عبد العزيز، مدير عام الدعوة ورئيس لجنة الفتوى بالجيزة، أن الأسئلة التي يجيب عنها كل عضو باللجنة تصل إلى 40 فتوى يومياً خلال الشهر الكريم، أغلبها حول الإفطار خاصة من المسلمين المقيمين بالدول الأوروبية نظراً لطول فترة النهار. وهناك أيضا من يكونون علي سفر خلال نهار رمضان، على سبيل المثال، كالطيارين والمضيفين. ويؤكد الشيخ عبد العزيز أن نسبة الطلاق تقل على مدار شهر رمضان ويرجع ذلك إلى الهدوء النفسي للمسلم في هذا الشهر وتقربه إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا حدث ووقع الطلاق بين الزوجين يكون ذلك بسبب العصبية الزائدة.