رغم دعمها الإعلامي لكل الاحتجاجات وما بات يعرف باسم "الثورات العربية" الحالية، إلا أن قنوات "الجزيرة" القطرية لاتزال تتعامل مع ما يحدث في البحرين على أنه شأن خارج نطاق التغطية ألغت قناة الجزيرة الإنجليزية، بث فيلمها الأخير "البحرين: الصراخ في الظلام"، وهو الفيلم القضية الذي جاء مجددا للخلاف "الصامت" بين قطر، حاضنة وممولة القناة، ومملكة البحرين القابعة على شفى احتجاجات. وكان الفيلم الوثائقي، الذي اختير له يوم الخميس لبثه، قد حرك مياها هدأت قبيل أكثر من شهرين، تبعتها تصاريح ومقالات غير رسمية، تستنكر في الغالب ما بثته القناة، التي رآها الكثيرون بأنها ليست سوى صوتا مؤججا ومثيرا للنعرات المذهبية والطائفية. ويعدّ غياب الرأي الرسمي والدبلوماسي المعلن بين الدولتين في القضية، هو منهاج تسير عليه كل دول منظمة مجلس التعاون الخليجي القابل للتمدد في خلافاتها. رغم تصريح غير رسمي لوزير الخارجية البحريني، قال فيه إن في "الجزيرة" من يريد إثارة القلاقل ويشعل النيران في العلاقات بين الدولتين، وبين القيادات السياسية فيهما. واستبعد مسؤول صحافي في القناة أن تكون الممارسات الدبلوماسية بين الدولتين سعت إلى إلغاء أو إعادة بث الفيلم، محيلا السؤال إلى إدارة القناة التي لم تتجاوب، مشددا في ختام حديثه على أن إدارة القناة تنفصل تماما عن أية علاقة تربط حكومة قطر مع الدول الأخرى.