نظمت جمعية الشيخ العلاوي للتربية والثقافة الصوفية بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي في مدينة مستغانم، عرضا لمجموعة من الصور تحاكي تطور فن الكتابة على الألواح الخشبية التي تعتبر النواة الأولى لتحفيظ القرآن، وهذا تحت شعار "الفوايح الجمالية في اللوحة القرآنية"، فيما فشلت عملية استقطاب متسابقين لمسابقة اللوحة المختومة التي كان من المزمع تنظيمها تحت رعاية والي الولاية. وتم عرض عدد من صور ألواح تحفيظ القرآن يعود بعضها إلى القرن الثامن الهجري، تعددت فيها الخطوط العربية المستعملة من الكوفي إلى الرقعي. كما تميزت بوجود زخرفات و رموز معينة تحاكي فترتها الزمنية. ويعتبر المكلف بالإعلام بجمعية الشيخ العلاويبأن استعمال اللوح الخشبية كأداة لتحفيظ القرآن يعتبر النواة الأولى لعملية التحفيظ التي تتميز بمحافظتها على البيئة بحيث تستعمل اللوحة عدة مرات عوض استعمال أطنان من الورق. وتعتبر هذه العملية تقنية بيداغوجية وتعليمية تعبر عن هويتنا الغنية والخلاقة في التربية والتثقيف، حيث يقول ابن خلدون في مقدمته إن طريقة التعليم المغاربية ترتكز أساسا على تعليمهم كتابة الأحرف ونطقها وقراءتها بطريقة سليمة دون الخلط مع العلوم الأخرى. يذكر أن طريقة تعليم القرآن تقام داخل ما يسمى المعمرة وتأخذ الألواح الخشبية منحى تصاعديا بداية من المرحلة الهجائية وانتهاء بالسلكة، وتبدأ عادة من سن 4 إلى 5 سنوات الذي يترافق مع مرحلة التحنيش، أي تعلم الكتابة بالقلم للمرة الاولى لينتقل الطالب إلى حفظ القرآن وينتهي بختمه، ثم يقوم بعرض لوحته الخشبية على الأهل والأقارب كدليل على تمكنه من الحفظ، كما يسلم الإجازة ليصبح بدوره معلما للقرآن. وقد تأسف المكلف بالإعلام في الجمعية عن عدم اهتمام المعمرات بمسابقة اللوحة المختومة في أول تجربة من نوعها تعرفها مدينة مستغانم.