أفادت مصادر مسؤولة، أن الحكومة قررت إنجاز عدد من المنشآت العسكرية في الجنوب الجزائري تشمل مناطق حدودية، يهدف من خلالها الجهاز التنفيذي إلى تعزيز ودعم عمل السلطات العسكرية على مستوى الجنوب استجابة للتحديات الأمنية التي تواجهها الجزائر في المرحلة الحالية، المتميزة بعدم الاستقرار الأمني في منطقة الساحل عموما، بفعل تنامي حركة تنقل الأسلحة عبر الشريط الحدودي والمتسربة أساسا من ليبيا ولصد الخطر الإرهابي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكذا مكافحة انتشار بعض الظواهر المرتبطة بتمويل هذا التنظيم كتجارة المخدرات، التي تتحكم فيها شبكات كبيرة ومسلحة. وقدرت ذات المصادر في تصريح ل “الفجر”، قيمة المنشآت العسكرية التي تقرر إنجازها بمبلغ 20 مليار دج، وأوضحت أن الشركة الوطنية لكبريات أشغال الطرق المعروفة اختصارا بتسيمة “سوناطرو” هي التي ستتولى إنجازها، باختيار من الحكومة التي أرادت من وراء منحها هذه الصفقة المتواضعة، دعم الشركة التي تعاني صعوبات مالية كبيرة لإنقاذها من حالة الإفلاس، وهي الوضعية التي انعكست على دفع أجور عمالها، وكانت سبب الإضرابات التي شنوها عدة مرات. ومن جهة أخرى، تم اختيار سوناطرو، لخبرتها الكبيرة في مجال المنشآت الكبرى. وتشمل المنجزات العسكرية - استنادا لذات المصادر- ولايتي تمنراست وإليزي الحدوديتين، وتضم عددا من المراكز الأمنية للمراقبة المتقدمة، لمساعدة وحدات الجيش الشعبي الوطني المنتشرة على طول الشريط الحدودي المتاخم لليبيا في المراقبة والتفتيش والتزود بالمؤن والذخائر العسكرية في حالة الضرورة، خاصة بعد تدعيم هذا الشريط الممتد على طول ألف كلم بحوالي 20 ألف جندي من الوحدات البرية في شهر ماي المنصرم، تعمل على تأمين الحدود الجنوبية الشرقية، لقطع الطريق أمام تجار الأسلحة ومنعهم من تسريب الأسلحة القادمة من ليبيا الى الجزائر والبلدان المجاورة، إذ يتطلب هذا التواجد العسكري المكثف المزيد من نقاط المراقبة والمراكز العسكرية، خاصة أن هذه الوحدات العسكرية مزودة بآليات ومدرعات ومدفعيات ومختلف المعدات العسكرية الخفيفة والثقيلة، لا يمكن أن تحتويها النقاط العسكرية المتوفرة.