حذرت الأمينة العامة لحزب العمال، أمس، من تراجع الموقف الرسمي الجزائري تجاه المجلس الانتقالي الليبي، وأعابت في ذات السياق على موقف الاتحاد الإفريقي من نفس الهيئة وهو الموقف الذي جاء استجابة لضغوطات وابتزاز واشنطن، حسبها. أبدت لويزة حنون، أمس، في تجمع شعبي بالمكتبة البلدية للحراش امتعاضا كبيرا من آخر موقف للدبلوماسية الجزائرية تجاه المجلس الانتقالي الليبي، حيث وعد وزير الخارجية مراد مدلسي بترسيم العلاقات الرسمية معه؛ إذ قالت حنون في هذا الصدد إنه كان يتوجب أن يبقى موقف الجزائر من هذا الملف ثابتا ولا يتراجع بما ينحاز لموقف الاتحاد الإفريقي الذي أعلن اعترافه بالمجلس الانتقالي من نويوروك تحت ضغوطات وابتزاز أمريكي وحجته في ذلك أن العشرات من البلدان الإفريقية تعيش على هبات أمريكية لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة للجزائر التي تعيش بمواردها الخاصة. وجددت المتحدثة أن ما يدور في ليبيا هو حلقة من حلقات مشروع الشرق الأوسط الكبير لصومالية إفريقيا، متهمة في هذا السياق واشنطن بدعمها ورعايتها للإرهاب. من جهة أخرى، أفادت مسؤولة حزب العمال أن الشعب الجزائري بكل شرائحه وجه رسائل قوية للسلطة وأجاب أذيال الخارج بتاريخ 17 سبتمبر الماضي وهو التاريخ الذي كانت كل الأنظار موجهة إليه على خلفية الدعوة الى ماسمي ب “يوم الغضب” مضيفة أن الشعب الجزائري ناضج ويميز الصالح من الطالح، ماجعلها تدعو رئيس الجمهورية والجهاز التنفيذي الى تفهم رسالة شعبه وترجمتها إلى قرارات شجاعة في مقدمتها مواصلة تحسين وضعية الجبهة الاجتماعية ورفع الحد الأدنى من الأجر الوطني في أشغال الثلاثية المقبلة إلى 35 ألف دينار. وفي نفس الجبهة، أكدت لويزة حنون أن حزب العمال يدعم إضراب الدواكرة، داعية في هذا السياق وزير النقل إلى إلغاء المرسوم التنفيذي الذي يفصل الهيئة التجارية عن هيئة الموانئ حفاظا على المجموعة الوطنية. ولدى تحليلها للوضع العام الذي تعيشه البلاد أوردت حنون أن حزبها مستعد لأي فرضية ولخصتها في ثلاث؛ وهي احتمال عدوان أجنبي يهدد السيادة الوطنية وانتقال الحركات الاحتجاجية إلى أزمة ثورية، حسب تعبيرها، إلى جانب انتخابات المجلس التأسيسي أو تشريعيات مسبقة وجددت في ذات الموضوع انتقادها للبرلمان الحالي بمبرر تقاعسه في تحسين ظروف الشعب وتقديم الهدايا لأرباب المال والأعمال، مضيفة أن البرلمان الذي يستعد لمناقشة مشاريع قوانين الإصلاحات السياسية “يعيش صراع مصالح والدليل على ذلك معركة الشيفون”. هذا وقد نددت حنون في بداية كلمتها بالاتصالات المستمرة لأعوان هيئة الأمن والاستعلامات بمكاتب فروع حزبها بالعاصمة وغرب الوطن لطلب قوائم مسؤولي فرع الحزب، مضيفة أن قيادة الحزب قدمت كل ماعليها من واجبات لدى مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية في آخر مؤتمر للحزب.