يجسّد الممثل السينمائي مايكل دوغلاس شخصية الموسيقي الأمريكي الراحل “والديزيو فالينتينو ليبيريس”، المعروف بمهارته الفائقة في العزف على البيانو، والذي كان يعد من النجوم الموسيقيين الأكثر أجراً خلال أعوام الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، في شريط فيلمي بعنوان “خلف الشمعدان” من إخراج ستيفن سوديربيرغ، صاحب فيلم “ترافيك” الحائز على جائزة أوسكار. ويقف إلى جانب دوغلاس النجم الهوليوودي، مات دامون، الذي يؤدي دور صديق “ليبيريس” الحميم، وسائقه الخاص سكوت ثورسون. وكانت القناة التلفزيونية “هوم بوكس أوفيس” التي ستبث الفيلم حال الانتهاء من تصويره الذي سيبدأ في شهر حزيران من العام المقبل 2012، في كل من لاس فيغاس، وبالم سبرنغز، ولوس أنجلس، قد أعلنت مؤخراً وعلى لسان مديرها “لين أماتو” عن الأحداث الفريدة التي سيتناولها الفيلم، والمتعلقة بالسلوك الجنسي المثلي للفنان الأسطورة والغريب الأطوار “ليبيريس”، المتوفى في عام 1987 إثر إصابته بمرض الإيدز، وهي أحداث سوف تعمل على إبهار المشاهد. وكما هو معروف أن مايكل دوغلاس يعود من خلال الشريط الفيلمي هذا، بعد توقف بسبب مرض سرطان الحنجرة الذي كان يعاني منه طوال مدة غيابه عن عالم التمثيل السينمائي. استطاع “ليبيريس” أن ينافس أشهر المغنين والموسيقيين الكبار الذين جايلوه، مثل الفريق الغنائي “البيتلز” الذي يعد أسطورة القرن العشرين، أو ملك الروك أند رول “إلفيس بريسلي”، من حيث الأجور العالية التي كان يتقاضاها في ذلك الوقت. وهذا الموسيقي البارع الذي لم يقر بشذوذه الجنسي بصورة علنية، توفي بسبب الإيدز الذي اعتُبر مرض العصر، وعمره 67 عاماً. اشتهر “ليبيريس” إلى جانب براعته الفائقة في العزف على البيانو، وتقديمه مقطوعات لأشهر المؤلفين الموسيقيين الكلاسيكيين، وإمتاعه للجمهور من خلال أسلوب عزفه البارع، بارتدائه الملابس ذات الألوان المبهجة في حفلاته، والتي راح يقلده في ذلك كبار المغنين، أمثال إلتون جون، وإلفيس بريسلي، وديفيد بووي. وقد وُجّه إليه الكثير من النقد للأسلوب الذي كان يتبعه في عزفه ذاك لموسيقى كبار الفنانين. إلاّ أن ذلك لم يمنحه سوى المزيد من الشهرة، والتي وضعته في قمة الذين يتقاضون أعلى الأجور في لاس فيغاس. وقد فاز “ليبيريس” بجائزتين من جوائز “إيمي”، وست أسطوانات ذهبية، وحصل على نجمتين في جادة المشاهير بهوليوود. كتب قصة فيلم “خلف الشمعدان” ريتشارد لاغرافينس، المعروف بفيلمه “جسور بلدة ماديسون” من إخراج وتمثيل ليبيريس مع ملك الروك أند رول إلفيس بريسلي كلينت إيستوود، مستنداً على وقائع من حياة عازف البيانو الشهير، وعلى وجه التحديد، العلاقة العاصفة بينه وبين “سكوت ثورسون” الذي أقام علاقة جنسية مثلية معه. ومن جانب آخر فقد أكد سوذيربيرغ على أن الميزانية المخصصة لفيلمه هذا تسمح بإحياء الأجواء والمسارح التي كان يقود “ليبيريس” سيارته الرولز رايس خلالها، أو حتى لحظات تحليقه عالياً. أما مهمة إنتاج الفيلم فقد كانت وقعت على عاتق جيري وينتريب، الذي اتفق برفقة مؤلف قصة الفيلم على التعاون مع قناة “هوم بوكس أوفيس” للأفلام. وكان قد تم الاتفاق على البدء بعملية إنتاج هذا الفيلم قبل ثلاث سنوات تقريباً، إلاّ أن إصابة مايكل دوغلاس بمرض السرطان، ومن ثمّ إخضاعه للعلاج، حال دون الاستمرار في تنفيذه. وكان “ليبيريس” ولد في 16 مايس 1919 في ويست أليس، بويسكونسين، من أب موسيقي عضو في أوركسترا فيلهارمونيك بميلواكي، وأم عازفة بيانو، زرعا حب الموسيقى فيه وهو صغير، الأمر الذي إنعكس على قدراته الموسيقية المبكرة. وقد توفي بمنزله الفخم في بالم سبرنغز بكاليفورنيا.