الجزائر مفتوحة على “شبكة الشراكة الدولية” لكن دون جدوى أجمع متدخلون مختصون في قطاع السياحة وخدمات النظافة والتطهير، أمس، على أن الجزائر بحاجة إلى تكوين وتأطير بيداغوجي قبل الحديث عن إنجاز مختلف المخططات الاقتصادية “ولا تنفيذ لأي مخطط من دون دراية مسبقة بخدمات ما بعد الإنجاز”، يقول المختصون. في ندوة أمس، بمناسبة التحضير لصالوني خدمات السياحة والمطاعم “سيال” في طبعته السادسة، وكذا نفس الطبعة لصالون النظافة والتطهير “بروبال”، المنتظر إجراؤهما ما بين 22 و24 نوفمبر الجاري، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، قالت محافظة صالون “سيال”، فاطمة الزهراء ڤسوم، بأن الجزائر مقبلة على ضغوط دولية عدة في مرحلة ما بعد البترول “لذلك يتوجب عليها أن تتخذ من الآن الاحتياطات والتحضير لخدمات السياحة كقطاع أخضر وبيئي بديل يتناسب وتوجهات الطاقات المتجددة، التي ترغب الحكومة أن تمضي فيها لتحقيق نسبة من التغطية قبل 2020، ولا يمكن أن نتحدث عن السياحة من دون التكوين، لأنه أساس بناء أي قطاع وأساس نشر ثقافات التربية والتسيير المثمر لكل ما يتعلق بهذا القطاع”. وتؤكد ڤسوم خلال الندوة أنها بصدد الإعداد لحملات تحسيسية رفقة شركاء في القطاع لزرع ثقافة السياحة في الوسط الاجتماعي، وترغيب الشركات في الخوض في هذا المجال، من أجل بناء مستقبل الدولة المرجو. ولهذا، بحسب ڤسوم، فإن انفتاح الجزائر على شبكة الشراكة الدولية فرصة “لابد من انتهازها لتوطين التكنولوجيات”، وتقول إنه بذلك يمكن تحقيق الطموح بتجسيد المخططات والبرامج ومختلف المشاريع، التي تبقى حبيسة “حبر على ورق”، ولو تجسدت فإنه لن تتجسد وفق المعايير والشروط المطلوبة، والأكثر من ذلك تبقى من دون صيانة وتطوير دوري. في مقابل هذا الحديث، أكد مدير عام مؤسسة “إنسياتيف” للاتصال، عمر بتكان، أن الجزائر تتطور يوما بعد يوم في كل القطاعات، وذلك بتوسيع دائرة المشاريع والمنجزات، لكن الكفاءة غائبة، ليس لنقص الموارد البشرية المتوفرة بقوة، وإنما لغياب ديناميكية متواصلة في هذا المجال، تبعث على إنجاح أي مخطط أو إنجاز موجه للزبائن وخدمتهم أحسن خدمة، وبالتالي فإن النظافة والتطهير من أولى الأولويات، حسبه، قبل أن يتم الشروع في الإنجاز، مع اختيار المواقع والاستراتيجيات المناسبة لذلك، وهو في هذا يتهم كل الجزائريين، ويحمل المسؤولية للمجتمع ككل، لفقدانه ثقافة التربية في كل ما تم ذكره. ومن هنا، يضيف ذات المتحدث بأن الجزائر لن تنجح سياحيا إلا بالتكوين والتربية على قيم النظافة والتطهير. ويقول إن الفرصة مواتية أمامها في الظروف المتقلبة عالميا. ولقد لاحظنا من حيث عدد العارضين في الصالون البالغ عددهم 49، وجود عدة شركات تشكل شبكة دولية، فيها طرف جزائري وأطراف أخرى بين 3 إلى 4 أجانب في أغلب الشركات، وهم أساسا من أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية وكوريا الجنوبية ودبي وتونس، لكن دون جدوى من حيث المردود.