محاولات انتحار، قطع طرقات ومناوشات مع قوات الأمن تدخل عناصر أمن ولاية عنابة، أول أمس، لمنع مواطن محتج على السكن من إحراق نفسه بالبنزين أمام مقر الولاية، حيث تجمع أكثر من 250 شخص مطالبين بالسكن الاجتماعي على خلفية الإفراج على قائمة 200 مسكن لصالح المقيمين بالخيم ومراكز العبور وسط المدينة. واستعدت في ساعة مبكرة من صباح أول أمس، أعداد معتبرة من أعوان مكافحة الشغب لمحاصرة مقر الولاية الذي قصده سكان المدينة القديمة، حي رحبة الزرع، بوحمرة والسيبوس، للمطالبة إما بالتحقيق في قوائم المستفيدين المفرج عنها أو الكشف عن قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي بعد انتهاء الأشغال بهذه الأخيرة منذ سنوات. وتميزت احتجاجات الخميس باندلاع مواجهات بين عناصر الشرطة والمحتجين الذين أصر عدد منهم على اقتحام مقر الولاية، فيما ردد الباقون شعارات مطالبة برحيل والي الولاية، غير أن عناصر الشرطة تمكنت من فرض سيطرتها على الوضع و إجبار المحتجين على التفرق فيما بعد عقب توجيه إنذارات بالاعتقال في حال ارتكاب أي تجاوزات. وتجدر الإشارة إلى أن احتجاجات السكن بولاية عنابة سادت الوضع بشكل تام على مدار أيام الأسبوع الفارط، حيث شهد السكان عمليات قطع للطرقات ووقوع مناوشات بين المحتجين وعناصر مكافحة الشغب الذين تعرضوا للرشق بالحجارة ما تسبب في تحطيم سيارات المارة وشل حركة المرور لساعات، ومازاد في تأجج الوضع اندلاع احتجاجات الشباب البطالين التي أشعلت منطقة مجاز الغسول ببلدية الباردة، وبلدية سيدي عمار، حي سيدي سالم بالبوني، وغيرها من المناطق والبلديات المحيطة بوسط عنابة. ومع بقاء العديد من قوائم المستفيدين عبر المدينة القديمة وبعض أحياء وسطها قيد الانتظار للكشف عنها خلال هذا الأسبوع، فإنه من المتوقع عودة وتيرة الاحتجاجات التي قد تصطدم بإشراف رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، محمد الصغير باباس، على افتتاح اللقاء الجهوي التشاوري لولايات شرق الوطن بعنابة، بعد غد الإثنين، علما أن نفس الظروف كانت قد طبعت لقاءه الفارط مع ممثلي المجتمع المدني، حيث اندلعت احتجاجات الشغل والسكن عبر كل الولاية، في الوقت الذي شهد خلاله قصر الثقافة انعقاد أشغال ملتقى التشاور الذي وجه أصابع الاتهام بالإهمال والتسيب لسلطات الولاية.