انتهت، أمس، المهلة التي منحتها الجامعة العربية لقبول إرسال بعثة مراقبين للوقوف على ما يحدث في سوريا دون أن تلقى قبولا منه بعدما طالب بتعديلات رفضها العرب، واختار، على ما يبدو “مصير نضيره القذافي”. أعلن الأسد في تصريح بأنه سيقاتل التدخل الأجنبي حتى يُقتل ولم يبد نية للتراجع أو التنحي لتجنيب البلاد حربا أهلية بدأت نيرانها بالفعل تلتهب، خاصة بعد تسجيل هجمات مسلحة من المعارضة ضد مراكز حساسة في الدولة كالصواريخ التي استهدفت مبنى الحزب الحاكم وقبله مركز المخابرات. أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده “لن ترضخ” في وجه أي تدخل عسكري دولي لوضع حد للقمع الذي تتعرض له المعارضة، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة (صنداي تايمز)، أمس الأحد. وقال الأسد خلال المقابلة مع الصحيفة البريطانية إن الهجمات الأخيرة ضد الجيش السوري أظهرت بأنه يقف بمواجهة مقاتلين مسلحين وليس متظاهرين سلميين، مضيفا: “الصراع سيستمر والضغط لإخضاع سوريا سيتواصل”، ملوحا بأن “سوريا لن ترضخ” وستواصل مقاومة الضغط الذي يفرض عليها. وتعهد بالقتال بشكل شخصي والموت في مواجهة القوات الأجنبية، بحسب ما نقلت الصحيفة التي أوردت كذلك اتهامه لجامعة الدول العربية، بتمهيد الطريق أمام غزو غربي، بعد تعليقها عضوية سوريا مؤخرا. وقال الأسد إنه ستجرى انتخابات في فيفري أو مارس عندما يصوت السوريون لاختيار برلمان لوضع دستور جديد وإن ذلك سيشمل بنودا لاجراء انتخابات رئاسية. وقال “هذا الدستور سيضع الاساس لكيفية انتخاب رئيس إذا كانوا يحتاجون لرئيس أو لا يحتاجونه... لديهم الانتخابات، بإمكانهم المشاركة فيها. صناديق الاقتراع ستقرر من الذي يجب أن يصبح رئيسا”. وكانت الجامعة العربية قد حددت يوم السبت موعدا نهائيا لالتزام سوريا بمبادرة سلام طرحتها الجامعة وتتضمن سحب قوات الجيش من المدن والبلدات وهددت بفرض عقوبات على دمشق حال لم يوقف نظام الأسد العنف. وعلقت الجامعة العربية بالفعل عضوية سوريا فيها. ميدانيا، تتجه سوريا بوتيرة متسارعة نحو حرب أهلية خاصة بعد الأنباء التي تتردد عن انشقاق أطراف في الجيش وانضمامها للمعارضة، حيث وبعد استهداف مركز المخابرات السورية قذيفتين صاروخيتين على الاقل أحد المباني الرئيسية لحزب البعث السوري الحاكم في دمشق في أول هجوم للثوار تتحدث عنه الأنباء داخل العاصمة السورية منذ بدء انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد قبل ثمانية أشهر. وفي تركيا تطور التصعيد الى حرب باردة على الحدود السورية - التركية وقالت صحف تركية السبت إن لدى أنقرة خططا طارئة لإقامة منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة لحماية المدنيين في سوريا المجاورة من قوات الامن هناك إذا زادت عمليات إراقة الدماء.