تسبب تحول نشاط مربي الدواجن في ولاية عنابة، مؤخرا، باتجاه أنشطة فلاحية مغايرة في تذبذب كبير لتزويد تجار التجزئة باللحوم البيضاء التي تشهد ارتفاعا قياسيا لأسعارها بعنابة، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام من الدجاج 240 دج. وبرر هؤلاء التجار الذين التقتهم “الفجر” أن تحويل النشاط جاء بسبب انعدام إجراءات الدعم، في الوقت الذي يحظى قطاع تربية الأبقار وغيرها من القطاعات بامتيازات مالية وتسهيلات إدارية ممتازة، درت أموالا طائلة على أصحابها. في هذا السياق جاءت عملية مقاطعة تربية الدواجن التي أصبحت خسارتها أكثر من ربحها، بالنظر للأسعار القياسية التي بلغها علف الدجاج، ناهيك عن مختلف التكاليف التي تتطلبها عمليات تربية الدواجن والحفاظ عليه، ما كان وراء ضعف الإقبال على هذا القطاع الذي بدأ في التقلص يوما بعد يوم في ظل غياب شبه كلي للجهات الفلاحية، التي لم تتخذ أي مبادرة لتشجيع مربي الدواجن أوإدراجهم ضمن عقود النجاعة التي كانت وراء نجاح الكثير من صغار الفلاحين في مختلف المجالات، بما فيها قطاع تربية النحل، فيما يراوح قطاع تربية الدواجن مكانه، حيث فسح المجال للمضاربين كي يعيثوا فسادا في أسواق البيع بالجملة، ما خلق حالة فوضوية في الأسعار لم تشهد ولاية عنابة مثلها. تجدر الإشارة إلى أن التمويل الرئيسي لتسويق الدواجن يتم من ولايتي الطارف وقسنطينة لتجار ولاية عنابة، ما ساهم في رفع أسعار اللحوم البيضاء، التي لم تشهد انخفاضا منذ بداية السنة الحالية، حيث تجاوز سعر الكلغ في كل الأحوال 200 دج، وأصبح في غير متناول المواطن البسيط، في الوقت الذي أغلقت العديد من المؤسسات المصغرة لتربية الدجاج أبوابها بسبب مصاعب خوض هذا الميدان الذي يفتقر لأي تأطير فلاحي بعنابة.