راما مرعي، سينمائية فلسطينية، قدمت للجزائر لتمثيل مؤسسة شاشات السينمائية الفلسطينية في مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم.. تقول في بداية حوارنا معها ما يلي :"أن تكوني امرأة سينمائية فتلك قضية، وأن تكوني أيضا فلسطينية فتلك قضية أخرى" بعمر 32 سنة تملك رؤية كاملة عن الواقع السينمائي في فلسطين والوطن العربي، ورغم أنها درست في أمريكا واشتغلت هناك إلا أنها فضلت العودة إلى قطاع راما الله من أجل القضية التي تؤمن بها أو بالأحرى القضيتين. تمثلين مؤسسة شاشات الفلسطينية ومهرجانها الثاني الخاص بسينما المرأة في فلسطين؟ نعم.. أنا هنا لتمثيل المهرجان الثاني لمؤسستنا "شاشات" وهي مؤسسة غير ربحية تركز في عملها على الاهتمام برؤية المرأة السينمائية حيال ما يجري في وطننا وفي العالم العربي، طبعا المؤسسة بقيادة المخرجة الفلسطينية المعروفة علياء أرصغلي.. وهي تسعى دائما لتمكين المرأة الفلسطينية من صنع رؤيتها سينمائيا. لقد أنتجت المرأة في فلسطين ثلاث أفلام طويلة خلال الخمس سنوات الماضية. كيف يمكن للمرأة الفلسطينية وبمعطيات متواضعة أن تخلق سينما ؟ بالطبع نحن نعتمد كليا على التمويل، وأقول لك التمويل الخارجي.. أي من أوروبا وأمريكا، السينما الملتزمة والتوثيقية تحتاج دائما إلى دعم لأنها في النهاية غير ربحية وتعتمد على المهرجانات في تسويق نفسها.. العالم العربي لا يساعدنا كثيرا.. وحتى القنوات المتخصصة في التوثيق لا تدفع الكثير وأحيانا ولا تغطى حتى مصاريف الإنتاج.. لذا نعتمد كما قلت على التمويل الخارجي على الرغم من أن الممول هو في النهاية المنتج الأول.. وسيتدخل لا محالة في مضمون الفيلم.. كلها معوقات.. لكن علينا أن ننتصر للسينما وفي موضوعنا للحقيقة. درست في تونس أولا ثم لوس انجلس واشتغلت هناك كمصورة بل وأخذت مكانا في نقابة السينمائيين في لوس أنجلس.. كيف تمكنت من ترك كل هذا والعودة إلى راما الله؟ أنا في راما الله منذ ستة أشهر، درست في الخارج ولكنني فضلت العودة إلى الوطن، هذا الخيار جاء بعد إيمان عميق بالذي أريد فعله، كذلك لابد أن نعرف أن كل القائمين على السينما في فلسطين أو غالبيتهم من المهجر. ما الذي تؤمنين به تحت تعودين أمام كل هذه الإغراءات؟ أومن بسينما جديدة..سينما لا يكون فيها البطل النمطي المعتاد الذي شكلته السينما في المخيلة العربية، إنني ضد البطل ANTIHIRO أريد إسقاط القناع عن كل ذلك، لابد من إعادة قراءة لكل ما قمنا به، علينا بقراءة نقدية تحاول نقل الواقع كما هو، والاقتراب من الجمهور بشكل حقيقي، اعتقد أن تلك النمطية صارت تنفر الجمهور من السينما، إن الشكل المباشر غير صالح لهذا الزمان. سمعتك تتحدثين عن التوجه الإعلامي الجديد ومشاركة الفرد في نقل الحقيقة وأحيانا توثيقها لما لا.. ماذا تقولين في هذا الموضوع؟ بالتأكيد.. نحن في عالم جديد، يملك التكنولوجيا والاتصال، وها سيفيد الحقيقة..لان الخبر ظل لزمن طويل متحيز لمصدره الذي تريده السلطة.. لقد ضاع التاريخ لأنه كتب من الجانب الذي يملك السلطة.. والآن هو وقت الضعيف حتى يقول الحقيقة، أنا مع أفلام الفيديو بل حتى أفلام الهاتف النقال، المهم نقل الحقيقة وتعرية الواقع وكشفه للعالم، أما الاحترافية وجمالية الصورة فيمكنها البقاء في إنتاج الأفلام الروائية الطويلة. هذا الأمر مهم جدا، مثلا نحن في فلسطين نعاني ضياع الأرشيف منذ سبعينيات القرن الماضي.. وأحيانا كثيرة يكون البحث لسنوات وسنوات من دون فائدة، ولا ينقذنا شيء سوى التوثيق المدني، من هذا الجانب اعتقد أن الموضوع يستحق التشجيع. ما هي معلوماتك حول السينما الجزائرية؟ للأسف أنا أعرف الجزائر من خلال الإنتاج الفرنسي، وأريد بالفعل التعرف للسينما المحلية.. أنا هنا من اجل ذلك.. وتهمني التجارب المحلية، كما يعجبني مساندة الدولة للسينما في الجزائر. على ماذا تشتغلين في هذه الفترة؟ أشتغل على فيلم روائي قصير، اعتقد أنه تجريبي من الناحية الضمنية، لان القصة متداخلة ومعقدة جدا.. إنها حكاية شاب أقدم في لحظة ما على قتل والده، الفيلم يصور تبعات هذه الجريمة من محاولة إخفاء للجثة وكذا التبعات النفسية التي تكبد مواجعها الشاب.. كما أشتغل من جانب آخر على فيلم وثائقي حول عودة حجاج فلسطين.