ما قاله رئيس الحكومة الروسي، فلاديمير بوتين، أول أمس، حول تورط أمريكا في اغتيال القذافي ليس بالجديد، فقد ربطت تصفية القائد الليبي بالزيارة التي قامت بها كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، السيدة العجوز، التي تزداد سوءا وشراهة للدماء يوما بعد يوم. هيلاري كلينتون قالت إثرها في برنامج تلفزيوني، على قناة “سي. بي. أس. نيوز” ضاحكة: “جئنا، شاهدنا، فقتل” وهي بذلك استعملت عبارة شهيرة للقائد الروماني يوليوس قيصر: “فيني، فيدي، فيشي”، أي “أتيت، فرأيت، فانتصرت” .. وكلام هيلاري هنا كان يدل على أن السيدة المتعطشة للدم والحرب أكثر مما كانت عليه سابقتها كوندوليزا رايس، تكون أعطت أوامر بتصفية القذافي دون محاكمة حتى لا تطول الأزمة أكثر في ليبيا وحتى لا يكشف الرجل خلال محاكمته ما بحوزته من ملفات عن علاقته بالزعماء الغربيين... الجديد فيما قاله بوتين، أنه لأول مرة تتحدث شخصية من العيار الثقيل في هذا الشأن، وتتهم صراحة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولن ينقص تكذيب وزير الدفاع الأمريكي تصريحات بوتين في شيء، لأن الرجل ما كان ليقول كلاما كهذا دون أن تكون بحوزته أدلة دامغة تثبت تورط القوات الأمريكية في هذه الجريمة. لكن ماذا سيكون موقف المجتمع الدولي من هذه التصريحات، ومن قضية الاغتيال هذا؟ وهل ستقدم المتورطين فيه إلى المحاكمة؟ لأنه كان من حق الليبيين أن يقدم القذافي إلى المحاكمة ليعرفوا ويعرف العالم كله ما فعله ببلده وشعبه، ومن حق عائلة القذافي هي الأخرى أن يحاكم القائد وتلحق به العقوبة القانونية، وليس اغتيالا جبانا كالذي لحق بالقذافي ونجله. ومن حق المجتمع الدولي أن يحترم القانون مهما كان المجرم، حتى وإن كان القذافي نفسه، لأن الاغتيال سيفتح الطريق أمام أمريكا وشريكاتها في الجرم للتمادي في تصفية خصومها باسم العدالة، وهي في الحقيقة تقترف جرائم إنسانية لا علاقة لها بالعدالة. لنعد إلى هيلاري، فبقدر ما عرفت فترة حكم زوجها، بيل كلينتون، الاعتدال وتفادي التدخلات في شؤون البلدان الأخرى ومحاولته دفع عجلة السلام بين فلسطين وإسرائيل، بقدر ما أظهرت هي التشدد ولعبت دورا لا يقل سوءا عن أدوار بوش وحشرت أنفها فيما لا يعنيها في المشاكل الدولية، وزيارتها لليبيا مثلما أسلفت وإعطائها إشارة تصفية القذافي دليل على ذلك. زد على ذلك تصريحاتها بشأن إيران وحزب الله وسوريا والتي تنم كلها عن أن السيدة تطبق أجندة دموية أبشع من أجندة سابقيها، بل هي من زجت بأوباما في هذه النزاعات وهو الذي جاء حاملا لواء السلام...