اعتبرت الأخصائية الاجتماعية ثريا تيجاني، أن ظاهرة التنجيم قديمة قدم الدهر، آمن بها العرب القدامى الذين عرفوا بحب الإطلاع على الغيب، إلا أن عودة ظهورها بهذا الشكل الجلي فتعود - حسبها - إلى الفراغ وعدم انشغال الناس بما ينفعهم، معتبرة أن الفرد إذا وجد ما يملأ حياته لا يلتفت لما دون ذلك. أما عن انتشار الكتب المتخصصة في التنجيم، تقول الأستاذة ثريا إن النزعة التجارية والسعي وراء كسب المال وراء انتشارها، فبالرغم من عدم تصنيف حب المطالعة في قائمة هوايات الجزائري البسيط ، إلا أن تميز هذا النوع من الكتب بالمواضيع الغريبة التي تعنى بالمستقبل وخباياه يثير اهتمام وفضول الفرد مهما كانت بيئته أو مستواه الثقافي. أما عن اهتمام كبار المسؤولين والقادة السياسيين بهذه الكتب، فهو الأمر الذي تعتبره الأستاذة تيجاني أمرا عاديا، إذا نظرنا إلى ذات المسئول باعتباره إنسانا عاديا نشأ في نفس البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الإنسان العادي. أما عن دوافع هؤلاء فترى الأستاذة تيجاني أنها تكمن في التخطيط و ووضع الاستراتيجيات المستقبلية بناء على توجيه هؤلاء المنجمين الذين يشيرون عليهم ببعض التوقعات، خاصة في ما يخص الكوارث الطبيعية. “كذب المنجمون و لو صدقوا” يجمع علماء الدين في الإسلام على استحالة التنبؤ بالغيب. وعن انتشار مثل هذه الكتب التي عرفت رواجا كبيرا خاصة بحلول سنة 2012 التي دارت حولها الكثير من التنبؤات عن نهاية العالم وفناء البشرية!! تقول الأستاذة المختصة في العلوم الشرعية، حسيبة مقدم، إن ادعاء بعض المنجّمين معرفة الغيب أمر مستحيل لا يصدقه سوى ضعفاء القلب، لأن الغيب قد اختص به الله تعالى دون سواه، مضيفة “أننا كمسلمين علينا أن لا نؤمن بأي دليل غير كتاب الله وسنته”. وفي ذات السياق، أكدت الأستاذة حسيبة مقدم أن”الأمر مجرد دعاية غربية تجارية تستهدف عقول الضعفاء وترهبهم، لتروج منتجاتها، لذا تنصح الأستاذة حسيبة الجزائريين بالتعقل وعدم الانجراف مع فكرة المنجمين الذين حاولوا منذ الأزل التنبؤ بأمور عدة دون أن يفلحوا في ذلك، قائلة “علينا العمل لآخرتنا بكسب الثواب وطاعة الله.. لا بانتظارها ونحن نندب حظنا”.