وضع رجل الأعمال الفرنسي، جزائري الأصل، رشيد نكاز، أمس، حجر الأساس لبناء منارة تحمل اسم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالضاحية الشمالية لباريس "هوت سين"، والتي تعتبر أهم معقل انتخابي للحزب الفرنسي الحاكم. وقال المرشح الأسبق للرئاسيات الفرنسية، والناشط الاشتراكي في أوساط المسلمين، إن نيته في تشييد المنارة، التي اختار لها اسم الرجل الأول في فرنسا، طيبة يريد من خلالها "أن يحيي ساركوزي الذي أنقذ موقعا يؤدي فيه المسلمون شعائرهم"، في إشارة منه لقاعة الصلاة الموجودة بضاحية "جونفيلييه" الشعبية التي تم إغلاقها بالاتفاق مع المصلين ليبنى مكانها مسجد كبير جديد. وحسب ما أفاد به عاملون في بلدية الضاحية، كان رشيد نكاز ينوي شراء قطعة أرض بمبلغ نصف مليون يورو ليبني عليها "أعلى منارة في أوروبا"، لكن الجهة المالكة للأرض رفضت طلبه، كما أن البلدية لم تمنح أي رخصة بناء لتشييد منارة تحمل اسم الرئيس ساركوزي. وفي أول رد فعل من السلطات الفرنسية، نفى متحدث باسم الإليزيه علمه بمشروع المنارة، في حين قال مسؤول في بلدية المنطقة أن مشروع رجل الأعمال ذي الأصول الجزائرية "استفزاز خيالي". وذاع صيت رجل الأعمال رشيد نكاز في فرنسا بعد إعلانه تكفله بدفع الغرامات المالية المفروضة على المنقبات مع بداية تطبيق حظر النقاب في الأماكن العمومية الفرنسية، وما رفع أسهمه عند المسلمين أنه باع عمارة صغيرة لتحصيل أموال الغرامات. وكان أول ظهور له عندما قدم نفسه مرشحا للرئاسة في انتخابات 2007، قبل أن ينسحب من السباق لفشله في جمع التوقيعات المطلوبة من رؤساء البلديات، حسبما يقتضي قانون الترشيح، كما أسس حركة "هيا فرنسا"، التي تحولت فيما بعد إلى حزب سياسي صغير يشجع أبناء المهاجرين على التسجيل في اللوائح الانتخابية وإسماع صوتهم للرأي العام. وساعدت الثقافة القانونية للرجل ذي الأصول الجزائرية في تجنب دخول أروقة القضاء لمواقفه المدافعة على حرية الإنسان، وحق كل فرد في ارتداء ما يريد. يذكر أن رشيد نكاز من مواليد العاصمة الفرنسية باريس لأبوين جزائريين مهاجرين.
