خرج أمس العمال المهنيون وعمال الأسلاك المشتركة التابعة لقطاع التربية في اليوم الثالث من إضرابهم إلى الشارع، ونظموا اعتصامات أمام مقرات الولايات على مستوى أزيد من 42 ولاية، احتجاجا على ما وصفوه ب”المعاناة الرهيبة” التي تتخبط فيها هذه الفئة، مقارنة بباقي أسلاك القطاع، مناشدين رئيس الجمهورية بالتدخل، الأمر الذي جعل بعض الأساتذة يحولون التلاميذ في عدة مؤسسات تعليمية إلى منظفين حيث أجبروا على حمل المكنسة لتنظيف أقسامهم. ورفع المحتجون الذين شاركوا بقوة في الاعتصام في عدة ولايات رسالة مفتوحة إلى الولاة، لإيصالها لرئيس الجمهورية، حيث حاولت النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية معدة الشكوى إطلاع القاضي الأول في البلاد عن “الظلم” الذين تعانيه هذه الفئة، بسبب سياسة “الكيل بمكيالين والهروب للأمام والآذان الصماء، وغلق باب الحوار” المنتهجة من طرف الوزارة الوصية، ووزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي التي لم تمنح لها وصل تسجيل الملف، الذي أودع بمصالحها منذ سنة 2007 إلى يوم هذا. وتناولت الشكوى التي تسلمت “الفجر” نسخة منها، أهم العراقيل التي واجهت فئة الأسلاك المشتركة لتحقيق مختلف حقوقهم المادية الاجتماعية، والذي انجر عنه - حسب بحاري علي رئيس النقابة - خلق تنظيم كفيل بالدفاع عن انشغالاتهم قائلا “إن الخصوصيات والقوانين التي تتميز بها هذه التنظيمات النقابية، هي التي دفعتنا وأجبرتنا على تأسيس نقابة وطنية تتكفل بمطالب هذه الفئة الواسعة من عمال الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، والتي من خلالها أيضا شرعنا في إضراب مدته خمسة أيام 5، ابتداء من يوم 15 جانفي الجاري”. وأكد المتحدث على مواصلة نضالهم من أجل الخروج من النفق المظلم، مطالبا رئيس الجمهورية التدخل للحد من المشاكل التي يتخبط فيها الموظف بالسلك المشترك والعامل المهني، واشتكى من الأجور القليلة التي تتقاضاها هذه الفئة، وطالب برفعها بما يجعلها منسجمة مع المهام المسندة لهم وفق الشهادات المحصل عليها. كما أكد بحاري سعيهم لمواصلة الإضراب والاحتجاجات التي شلت أزيد من 70 بالمائة من المؤسسات التعليمة “بفضل الاستجابة القوية” للعمال المهنيين وأعوان الرقابة والأمن، بالإضافة إلى عمال النظافة والمطاعم، وغيرهم من عمال الأسلاك المشتركة، من أجل تحقيق مبدأ العدالة بين عمال التربية، الذين قال عنهم بحاري بأنهم “كلهم سواسية”، “ولا يحق لنا أن نستحي بأن نطالب مقابلا شريفا كريما”. وتطرق المتحدث بالمناسبة إلى التهديدات التي لا تزال تطال المضربين خاصة بالعاصمة، مشيرا في السياق ذاته إلى الخروقات الصادرة من طرف بعض الأساتذة في بعض الولايات، حيث وبعد شل المضربين مختلف أعمالهم بالمؤسسات التربوية، قام هؤلاء بتشغيل التلاميذ لتنظيف الأقسام، وأكد أن أساتذة باتنة وعلى سبيل المثال أعطوا التلاميذ مكانس لتنظيف أقسامهم، وهو ما اعتبره تعديا صارخا على المتمدرسين، مستنكرا في المقابل “صمت” الوزارة الوصية تجاه مطالبهم وتجاه الحركات الاحتجاجية التي تتبناها النقابة.