لكن لو تحدثت قليلا عن دبلوماسية بلادك أيها الأخ الكريم. نعم نعترف بالتاريخ المشرف لأبطال ثورة التحرير الجزائرية ومواقفهم، لكن ماذا تقول اليوم.. أليست الجزائر مثل قطر وربما أكثر في عمالتها للغرب وأمريكا وفرنسا تحديدا، وفي دكتاتورية حكامها ... أنت كصحفي قدير والكل يعرفك أن تضع يدك على الجرح الجزائري الذي تتبجح بالعمالة لمن يدميه وأن تنتقد الحكام الفعليين في بلدك ولو في لباسهم أو طعامهم وشرابهم واللّه سوف لن نجد لك أثرا بعدها أبدا وأنت تعرف هذا. فلماذا تزايد.. فنحن كما يقال في الهوى سوا.. قطر ومصر والجزائر لا فرق بين عربي وعربي إلا في....؟ ^ فيصل عداوى: الجزائر أعترف "لسعادتك" أنني جبان مثلك فلا أستطيع أن أتحدث عمن ذكرتهم خوفا على نفسي من البطش تماما مثلما خاف سموكم أو سعادتكم من البطش أو الترحيل فيما لو وقع ما كتبه أعلاه باسمه الحقيقي وصفته ولم يختف وراء اسم مجهول.. رغم أن الأسلوب كشفه لي بكل وضوح.. لأنني بكل بساطة أحسن القراءة أكثر من الكتابة.. ولا يحتاج القارئ الذي يعرف الحد الأدنى من القراءة إلى كبير عناء لمعرفة أن النص المنشور أعلاه فيه لهجة تحرير غير جزائرية محتوى ومبنى ومعنى! ومع ذلك أقول لسعادتك.. لا.. الجزائر لا تشبه قطر في العمالة.. ولا حتى مصر! فالجزائر لا توجد فوق أراضيها قاعدة للمارينز ولا حاملات طائرات أجنبية في مياهها الإقليمية.. ولا توجد في عاصمتها سفارة إسرائيلية ولن توجد بإذن اللّه.. ولا توجد فوق أراضيها محطة تلفزية تحرض على الانقلابات (الشعبية) ضد الإخوة العرب في الجامعة العربية أو ضد الجيران! وتدعي تحرير الشعوب من الحكام الظلمة الذين تتحد معهم في الجامعة العربية! في الجزائر عملاء لفرنسا وغير فرنسا من الدول الغربية ويتواجدون في أماكن حساسة في دواليب الدولة الجزائرية لكنهم لم ولن ينجحوا في تحويل الجزائر إلى مزرعة لفرنسا وغير فرنسا! عندما حاولت فرنسا العبث بالأمن الداخلي للجزائر في منتصف التسعينيات احترقت بالنار التي حاولت إشعالها في الجزائر.. وحادثة تفجير ميترو باريس واختطاف طائرة الإيرباص الفرنسية وقتل الرهبان الفرنسيين في المدية كانت رسائل تنبه الفرنسيين إلى أن عدم الاستقرار في الجزائر يمس بأمن فرنسا في العمق.. لهذا فإن فرنسا يمكن أن تلعب بأمن أي بلد إلا الجزائر.. لأن "مصارين" فرنسا الأمنية في يد الجزائريين أكثر من "مصارين" الجزائر في يد الفرنسيين. نعم فرنسا تحاول دائما كقوة مستعمرة سابقة التأثير في القرار السياسي الاقتصادي الجزائري.. لكنها تعرف حدود هذا التأثير.. ولذلك دائما العلاقات بين الجزائروفرنسا متوترة ولكنها آمنة! بقي أن أقول لك يا سعادة المحترم: إن ديبلوماسية بلادي التي أقول فيها دائما ما قال مالك في الخمر لم يصل سوءها إلى حد تمويل البشير بالمال القطري لإعطاء السلاح لميليشيات ليبيا قصد تغيير النظام في ليبيا لأنه مستبد! وكأن نظام قطر ديمقراطي وشاور الأمير شعب قطر عند اتخاذ هذا القرار! نعم نحن في الجزائر لا ننتظر حتى تقدم قطر على تمويل مسلحين للإطاحة بالنظام في الجزائر كما تفعل الآن بالأسد.. إذا ما انقطعت روابط الفساد التي تربط أمير قطر بدوائر الفساد في الجزائر.. لأن أمير قطر يعرف أن أحفاد من أسقطوا علي شكال في ملعب الأمراء في قلب باريس وهو يقف بجانب رئيس فرنسا القوة العظمى.. لا يمكن أن يسكتوا عن أمير قطر إذا ما حاول أن يفعل بالجزائر ما فعل بالأسد أو القذافي وقد جرب جمال مبارك قبله ونتيجة عمله معروفة للجميع! هل فهمت سعادتك الآن لماذا بقي لي بعض الاحترام للذين طلبت مني أن أنتقدهم لو كنت صحفيا حرا؟! فالجزائر كالحسناء العمرية.. تحب من ينحرها وينحر لأجلها وبسببها.. وهذا أمر فوق مستوى مداركك!