قد يصل اليأس بالإنسان إلى حدود تغييب العقل وغفلة البصيرة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالبحث عن سبل العلاج لمرض أنهك جسد شخص عزيز على المرء ويكون هذا اليأس في أعلى درجاته عندما يجعل من صاحبه رهينة أوهام تباع، وهو ما استغله رعية كاميروني استقر بولاية البليدة بطريقة غير شرعية ولم يكتف بالأمر، بل راح يمتهن الشعوذة والسحر ناصبا شباكه على ضعاف النفوس ممن راحوا ضحية احتياله المحترف الذي مكّنه من سلبهم مبالغ مالية هامة. هي وقائع القضية التي فصلت في أطوارها محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة مؤخرا، وقضت في آخرها بالسجن النافذ لست سنوات ضد المتهم الإفريقي الذي ينحدر من جنسية كاميرونية والمدعو(ن. غاستون) 43 سنة، حيث ثبتت في حقه تهمة الإقامة غير الشرعية والنصب والاحتيال بواسطة استعمال السحر والشعوذة، فيما برّأت نفس المحكمة شركاءه “م.مونكور” 38 سنة و”م.درام” 38 سنة من جنسية مالية من نفس التهم. واستنادا لقرار الإحالة، فإن ذات القضية تعود إلى العام المنصرم حين حررت فرقة فصيلة مكافحة الهجرة غير الشرعية بالفرقة الجنائية للمقاطعة الغربية محضرا جاء فيه أنه وضع تحت تصرفهم مجموعة المتهمين المكونة من ثلاث رعايا أفارقة، وقد ضبط بحوزتهم حقيبة بها قاموس عليه نجمة داوود ورسومات وأشكال تستعمل في السحر والشعوذة ومبالغ مالية هامة مزوّرة تخص العملة الأجنبية، إضافة إلى سائل غريب وأشياء أخرى مجهولة الاستعمال والمصدر. وبتواصل التحقيق في حقيقة نشاط هذه الجماعة، خاصة المتهم الكاميروني، تبيّن أن هذا الأخير احتال على شخص زوجته مصابة بسرطان الثدي وأقنعه بأن لديه القدرة على علاجها من مرضها مستعملا في ذلك طريق الابتزاز لتحصيل أكبر قدر ممكن من المال مقابل بيعه مكونات طقوس خاصة، قال إنها من بلده، مسلّما إيّاه كمية من مسحوق البيض بغرض أن تكون دواء للزوجة المريضة، التي طلب منها أيضا الحضور لمعاينتها من قبل ذات الدجال، الذي كان قد ادّعى علاج ابن شخص معروف منذ وقت سابق. لتختلط الأمور على ذات الزوج الذي وجد نفسه يقدم إعانة مالية على شكل صدقة لواحد من أصدقاء ذات الشخص ممن مثلوا أمام جنايات البليدة التي برأت اثنين منهم فيما نطقت بالحكم السالف ذكره في حق المتهم الرئيسي والقاضي بسجنه لست سنوات سجنا نافذا.