وجد مئات الأفارقة جنوب الصحراء الكبرى في الجزائر وجهة مفضلة لتحقيق حلم الهجرة إلى أوروبا، عبر بوابة مالي خصوصا بعد عودة الآلاف منهم عقب انهيار نظام معمر القذافي، وفقا لما كشفته مصادر إسبانية. واستنادا إلى بيانات إحصائية صادرة عن الرابطة الإنسانية لحقوق الإنسان بالأندلس أول أمس، بحوزة “الفجر”، فإن الحراڤة الأفارقة اتخذوا عام 2011 طريقين رئيسيين للهجرة إلى أوروبا عبر إسبانيا، أولهما الطريق الداخلي الذي يبدأ من غينيا مرورا بساحل العاج ونيجيريا وغانا وبوركينا فاسو والغابون والكونغو والكاميرون والنيجر ومن ثم عبر مالي إلى الجزائر باتجاه تمنراست ثم ولاية عنابة أو مغنية الحدودية، أما الطريق الثاني فيمر على طول الساحل الغربي لإفريقيا من غينيا، من خلال غامبيا والسينغال وموريتانيا والصحراء الغربية والمغرب. وأضافت الأرقام أن نسبة كبيرة منهم، بتعداد 5539 جاءوا عبر زورق الموت من بلدان جنوب الصحراء الكبرى، ثم من المغرب بنحو 1695 والجزائر بواقع 1525 حراڤ وآخرون أتوا من أماكن أخرى، 108 مهاجر، حيث كان تسعة من أصل عشرة منهم من الرجال، كما أضافت الرابطة أن حوالي 2 في المئة من مجموع المهاجرين، بما مجموعه 198 شخص، لقوا حتفهم أو اختفوا في العام الماضي خلال أو قبل عبورهم من المغرب والجزائر أو عندما وصلوا إلى إسبانيا. وفي سياق متصل، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف عبر موقعها الإلكتروني، أول أمس، أن البحر الأبيض المتوسط بات المنطقة الأكثر دموية عام 2011 بالنسبة لأعداد من لقوا حتفهم أو أصبحوا في عداد المفقودين أثناء عبوره هربا في الطريق إلى أوروبا. وأشار تقرير للمفوضية إلى أنه تم الإبلاغ عن 630 شخص فقدوا أو قتلوا أثناء عبوره في عام 2007 في ذات الوقت الذي ذكر التقرير الأممي أن أعداد القتلى والمفقودين تزداد في ظل الأعداد الهائلة التي سجلتها المفوضية في العامين الأخيرين لمن استطاعوا الوصول أحياء إلى الشاطئ الآخر، حيث تقول الأرقام أن 58 ألف شخص نجحوا في عبوره العام الماضي في حين كان العدد 54 ألفا في عام 2008 وذلك إلى اليونان وإيطاليا ومالطا سواء بسبب انخفاض مراقبة الحدود أو بسبب أحداث سياسية في الشاطئ الجنوبي مثلما حدث العام الماضي في تونس وليبيا. وأضاف التقرير أن غالبية الوافدين في العام الماضي وبلغ عددهم حوالي 56 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا عن طريق البحر ومنهم 28 ألف شخص من تونس فى حين وصل إلى مالطا 1574 شخص ووصل أيضا 1030 شخص وكان معظمهم من المهاجرين. ودعت المفوضية كافة الدول التى ينطلق منها المهاجرون إلى بذل كافة الجهود لتوعية هؤلاء بالأخطار المحدقة بعملية العبور تلك، خاصة وأنهم قد يفقدون حياتهم بسببها.