أكد القائمون على فعاليات الطبعة ال12 من المهرجان الوطني الثقافي للفيلم الأمازيغي الذي ستحتضنه ولاية تيزي وزو بين 24 و28 مارس الجاري، أن أكبر عائق يواجه التظاهرة غياب مرافق عمومية وهياكل سينمائية، لاسيما قاعات السينما التي ما تزال مغلقة منذ سنوات بهذه الولاية، ما دفعهم إلى إطلاق نداء عاجل للسلطات الوصية بضرورة فتح هذه القاعات بهدف استقطاب الجمهور المتعطش للفن السابع، وكذا ضمان الحضور المكثف والمميز للشخصيات السينمائية من داخل وخارج الوطن. وكانت محافظة المهرجان قد أعلنت عن رغبتها في إيصال الأعمال السينمائية التي اختارتها لجنة التحكيم إلى مختلف مداشر ولاية تيزي وزو، من خلال الحقيبة السينمائية المتنقلة التي شرع في العمل بها منذ الطبعة السابقة، حيث جابت هذه القافلة السينمائية مختلف دور الشباب والمراكز الثقافية.. إلا أن الجديد خلال طبعة هذا الموسم هو إجراء المهرجان بمدينة تيزي وزو ليتسنى لسكانها التقرب أكثر من العروض المقدمة. كما تم - حسبما كشف عنه الهاشمي عصاد محافظ المهرجان - استحداث لأول مرة جائزة باسم بلديات تيزي وزو التي أعلنت مساندتها ودعمها للطبعة. في الوقت هذا، لازال مشكل القاعات السينمائية بالولاية محل نقاش، وهو ما جعل محافظة المهرجان تدرج غالبية الأفلام بدار الثقافة مولود معمري، وبعض الهياكل الثقافية الأخرى عبر البلديات المجاورة ومسرح كاتب ياسين بهدف السماح لضيوف الجزائر عامة وتيزي وزو، خاصة في تقديم أعمالهم بشكل مريح. وتتميز طبعة هذا العام - حسب عصاد - هو إقامة الكتاب التي وسعت من دائرة اهتمامها في مجال كتابة السيناريو الذي مايزال يطرح بحدة في الجزائر، لاسيما على مستوى السينما الامازيغية. وقد دعا عصاد في هذا الصدد السلطات الوصية إلى ضرورة دعم الشباب على وجه الخصوص بإمكانيات للاستثمار في مواهبهم في مجال السينما مع وجوب شراء مؤسسة التلفزيون لتلك الأعمال المنجزة لتحفيز هذه الشريحة، كما رافعت إدارة المهرجان لصالح النوادي السنمائية التي ستسند لها مهمة تفعيل السينما الوطنية بهدف جلب الجمهور إلى قاعات العروض التي تبقى جد محدودة، لاسيما بتيزي وزو، علما أنه تم بين2009 و2012 تأسيس ما لا يقل عن 24 ناديا سينمائيا يجوب قرى ومداشر ولاية تيزي وزو. وبالعودة إلى فعاليات هذه الطبعة، فقد كشفت إدارة المهرجان عن استقبال أزيد من 40 عملا سينمائيا، ليتم اختيار15 فيلما أمازيغيا متنافسا بين الطويل والقصير والأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة من إنتاج جزائرين مقيمين في الخارج، إلى جانب أفلام ذات ثلاثية الابعاد. كما ستقام أنشطة سينمائية على هامش التظاهرة، من بينها يوم دراسي حول الدبلجة، وهذا بعدما تم تسجيل مؤخرا طلب كبير على الأفلام المدبلجة بمنطقة القبائل، وهي فرصة بذلك للراغبين في التكوين في هذا المجال. وقد تم في هذا الإطار إبرام عقد شراكة مع معهد كندي متخصص في المجال. كما سيتم بمناسبة الاحتفال بخمسينية الثورة تنظيم ملتقى حول علاقة السينما بالثورة الجزائرية، بالإضافة إلى إقامة بعض الورشات التكوينية.