أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، أنّ موضوع التطرف وتداعياته في الفكر والدين والسياسة، أصبح يحظى باهتمام كبير من قبل المجتمعات لما له من تداعيات فكرية خطيرة على المجتمع، منوها في الوقت ذاته بالأبعاد الخطيرة للظاهرة التي لا ترتبط بدين معين أو زمن معين. وقال حراوبية، أمس، في كلمته بالملتقى الوطني الأول حول التطرف وتداعياته في الفكر والدين والسياسة”، المنعقد بجامعة الجزائر3، أنّ الاضطراب المعرفي والسلوكي عادة ما يؤدي إلى إنتاج أفكار سطحية ومتطرفة لا سبيل للتصدي لها إلا عن طريق إنتاج فكر معتدل وإشعاعي، معتبرا أن انعقاد الملتقى في مثل هذه الظروف التي تشهدها الجامعة الجزائرية من نقلة نوعية في تعزيز وتنوير الفكر والإشعاع الثقافي، سمح بإبراز دور الجامعة التي يرى بأنها قاطرة للنهوض الاجتماعي وتوطيد العلاقة مع المحيط الجامعي والدولي. وأوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن انعقاد الملتقى بهذا التاريخ جاء صدفة وليس له علاقة باستحقاقات العاشر ماي المقبل، نافيا أن تكون له صلة بما تعيشه الساحة السياسية الوطنية اليوم. وسلط أغلب المشاركين، وعلى رأسهم مدير الجامعة، رابح شريط، الضوء على مفهوم التطرف الذي يعتبر ظاهرة اجتماعية موجودة في كافة المجتمعات، والخطر لا يكمن، حسبه، في وجودها وإنما في انتشارها، على اعتبار أن الظاهرة ليست معزولة عن أسبابها المتشابكة والمتعددة التي تتداخل فيها عدّة جوانب اقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية، وبذلك فإن معالجة الظاهرة لا تتم من منظور واحد فقط.الأستاذ العيد زغلامي، بدوره، اعتبر في مداخلته، التي خصصت لموضوع ”شرعية حرية التعبير ومتطلبات المسؤولية الاجتماعية في الفضاء العمومي”، أنّ دور المواطن وهويته هما العاملان الأساسيان لضمان حرية الفرد، التي يجب أن تتطابق مع حرية المجتمع الذي يعيش فيه، والذي يستلزم توفير الفضاء العمومي الذي يعتبر المنبر الذي يتم فيه إجراء حوارات، نقاشات وتتكون فيه الآراء والمواقف ضمن الهياكل والإجراءات المعمول بها. من جهتهم، ركز أغلب المحاضرين في هذا اللقاء العلمي، الذي يندرج ضمن النشاطات العلمية للجامعة، على التنويه بالدور الفعال الذي تلعبه هذه المؤسسات التعليمية في قيادة المجتمع من خلال الكوادر العلمية التي تتخرج منها سنويا.