عصف خبر إعلان اللواء عمر سليمان ترشحه للرئاسة المصرية بحظوظ منافسيه، حيث يوصف عمر سليمان بأنه مرشح الجهات الثلاث من المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد والولايات المتحدة التي لها تأثير كبير في تحديد هوية الرئيس المصري القادم، كما يؤكد الخبراء أن أي مرشح يحمل أجندة لا ترضي الكيان الإسرائيلي والتيارات الإسلامية لن يتمكن من الوصول إلى الكرسي مهما كان حجم التأييد الذي يتمتع به من أية جهة أخرى. جاء إعلان عمر سليمان ترشحه للرئاسيات في وقت إستراتيجي كما يجمع على ذلك الخبراء الذين يؤكدون أن إعلان عمر سليمان ترشحه كان مخططا له منذ سقوط نظام مبارك، غير أن التأخير جاء ليمهد الأوضاع السياسية ويمتص غضب الشارع المصري الذي بدا منشغلا في الفترة الأخيرة بالحديث عن هوية المرشحين وجنسياتهم والشائعات التي كانت تلاحق المرشحين البارزين، كما أن الإعلان جاء في وقت اتجه فيه تيار الإخوان المسلمين، القوة الأكبر في الشارع المصري، نحو مزيد من التخبط السياسي ضد أهداف الثورة المصرية التي أطاحت بمبارك وعاد الإخوان إلى إعلان ترشيحهم خيرت الشاطر وسط استياء كبير وصل إلى حد الطعن في نزاهة الجماعة. وجاء خبر ترشح عمر سليمان قبل يوم من انتهاء الفترة القانونية لتسليم أوراق الترشح، ورحب الفريق أحمد شفيق، المرشح في انتخابات رئاسة الجمهورية في بيان أصدره ظهر بإقدام اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق على الإعلان عن نيته للترشح للانتخابات الرئاسية. كما قرر ائتلاف الرؤساء الجدد التنازل عن الترشح لصالح اللواء عمر سليمان، وصرح محمود أبو الليل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والعضو المؤسس في ائتلاف الرؤساء الجدد، أن أعضاء الائتلاف الذي يبلغ عددهم 180 مرشح للرئاسة، قرروا التنازل عن الترشح والتوكيلات التي حصلوا عليها لصالح عمر سليمان. وهو ما يجعل مهمة جمع 30 ألف توقيع سهلة أمام عمر سليمان، الرجل القوي الذي كان له أدوار هامة في عدة ملفات إقليمية سيما في القضية الفلسطينية التي قاد خلالها جولات ومفاوضات مع وزيرة خارجية إسرائيل السابقة، تسيفني ليفني، وكان عمر سليمان خلال لقائه مع ليفني في شرم الشيخ يحرص على الظهور مبتسما وبطريقة تعكس عمق العلاقات الإسرائيلية - المصرية، كما يوصف عمر سليمان بأنه مهندس اتفاقيات تصدير الغاز لإسرائيل ورجلها المفضل في مصر فضلا عن علاقته بحكم عمله السابق بالولايات المتحدةالأمريكية وهو ما كشفته وثائق ”ويكيليكس” عن احتفاء إسرائيل بسليمان وإشادتها بدوره فى المساعدة على تركيع قطاع غزة من خلال عزل حماس وتجويع غزة، لافتة إلى أنه تم تسميته كمرشح إسرائيل المفضل للمنصب بعد مناقشات مع مسؤولين أمريكيين عام 2008. من جهتهم، وصف المستاءون إعلان عمر سليمان الترشح بالخيانة للثورة التي دفع ثمنها أزيد من ألف مصري في سبيل الإطاحة بالنظام السابق وبكل رموزه، بمن فيهم عمر سليمان الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية، كما وصف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح لرئاسة الجمهورية، ترشح اللواء عمر سليمان بأنه إهانة للشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل إسقاط النظام، مؤكدا أن الثوار الذين أسقطوا رأس النظام قادرون على إسقاط ذلك النظام.