حمة أق محمود ل “الفجر”: “نحن براء من تخطيط الإسلاميين وأفكارهم” شبكات المافيا تهاجم سكان الحدود الجنوبية بالأسلحة كشفت مصادر “الفجر”، أن جماعة الأزواد حصلت على موافقة مبدئية من جماعة التوحيد والجهاد لإطلاق سراح القنصل الجزائري ومعاونيه الستة المختطفين في غضون الساعات القادمة بعد تلقيها تهديدات حادة اللهجة. قالت مصادر “الفجر” إن القنصل الجزائري الذي اختطف بمعية 6 من معاونيه من حركة الجهاد والتوحيد، نقل إلى مالي بعد محاولة إدخاله النيجر. وحسب ذات المصادر، فإن القنصل الجزائري الذي سلم إلى جماعة من التوارڤ مجهولي الانتماء يتمتع بصحة جيدة، مضيفة أن جماعة الأزواد وجهت تحذيرا شديد اللهجة إلى جماعة التوحيد والجهاد التي دخلت معها في مفاوضات لإطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين وهددتها بعواقب وخيمة على رأسها إعلان الحرب في حال رفضت الإفراج عن الجزائريين أو إلحاق الضرر بهم، مؤكدة أنها تلقت موافقة مبدئية على الإفراج عنهم قريبا. الجزائر تنسق مع كل الأطراف المؤثرة في مالي لإطلاق سراحهم وكانت السلطات الرسمية الجزائرية قد خرجت عن صمتها في قضية تحرير الدبلوماسيين السبعة المختطفين بمالي منذ الخميس الفارط، بعد تضارب الأنباء عن إطلاق سراحهم، من خلال التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية مراد مدلسي، أمس حين أفاد أن “قنصل الجزائر بغاو ومساعديه الستة لا يزالون لحد اليوم محرومين من حريتهم”. وأدلى الوزير مدلسي بهذا التصريح، عقب استقباله للمديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا، موضحا أنه “في الوقت الذي أتكلم فيه اليوم لا يزال إخواننا المختطفون محرومين من حريتهم”، مطمئنا ب”التزام الحكومة الجزائرية للعمل مع كل الأطراف المؤثرة في الميدان من أجل الوصول إلى نتيجة لحل هذه القضية وعندها سيتم إعلام الرأي العام الوطني والدولي بذلك”. ونبه الوزير وفق ما نقلته برقية لوكالة الأنباء الجزائرية إلى “أن وزارة الخارجية باعتبارها منسق خلية هذه الأزمة الأليمة، هي الوحيدة المخولة بتقديم المعلومات حول هذه القضية، وحين يتم التوصل لمعلومات ذات مصداقية سيتم تقديمها للرأي العام الوطني والدولي”، ما يفهم من كلامه أن الأخبار المتداولة لحد الآن بشأن تحرير الرهائن الجزائريين تبقى غير رسمية ولا يمكن الاستناد إليها. ولم يذكر وزير الخارجية في هذا التصريح المقتضب الأطراف التي تتفاوض معها الجزائر بهدف إعادة الدبلوماسيين الجزائريين إلى ديارهم، غير أنه بات من الواضح أن الجزائر تريد تسيير عملية المفاوضات مع المختطفين بحكمة ورزانة، دون تسريب معلومات قد تغير مجراها إلى ما لا يخدم مصلحة الرهائن، وتنسف بذلك الجهود المبذولة لحد الآن، خاصة في ظل وجود العديد من الجهات في مالي التي عبرت عن محاولتها التدخل في هذه القضية كالحركة الوطنية لتحرير الأزواد، ودخول حركتي التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وأنصار الدين في خط المفاوضات. وكانت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية قد أعلنت أنه تمت إعادة عائلات الدبلوماسيين الجزائريين يوم الجمعة الماضي إلى الجزائر كما تم خلال نفس الرحلة إجلاء رعية فرنسية تعمل بوكالة اليونيسيف كانت قد لجأت إلى القنصلية الجزائرية في غاو. وإثر هذا العمل الذي أدانته الجزائر بشدة تم تنصيب خلية أزمة لمتابعة تطور هذه القضية وكذا لتسخير كل الوسائل الضرورية لعودة المختطفين سالمين. عادل. ش / كريمة. ب توجست ريبة من تحركات القاعدة وأنصار الدين جماعة تحرير الأزواد تتصادم مع الخاطفين تجنبا لغضب الجزائر حمة أق محمود ل “الفجر”: “نحن براء من تخطيط الإسلاميين وأفكارهم” فضلت حركة تحرير أزواد خيار الدخول في حرب مع التنظيمات المسلحة النشطة في مالي على رأسها ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على إعلان ضعفها في السيطرة على الوضع على منطقة قالت عنها إنها خاضعة لها، وسقطت في يدها بعدما أحرجها تنظيم ما يعرف بالتوحيد والجهاد الذي تبنى عملية اختطاف القنصل الجزائري وستة من معاونيه في مدينة غاو التي من المفروض أنها تحت السيطرة. وحسب مصادر من داخل مالي، فقد وجدت حركة تحرير أزواد نفسها أمام وضع معقد فرضه تنافس التنظيمات المسلحة على إثبات وجودها في بلد فقد أهم أساسياته وجعل من الصراع بين أطرافه ميزة له، لا يعترف فيها إلا بمنطق قوة السلاح، وأشار في حديث هاتفي إلى أن موازين القوى تتغير بين لحظة وأخرى بين جميع الأطراف التي تتحين الفرصة لتسجيل اسمها وما يشاع في وسائل الإعلام من أن حركة تحرير الازواد قد تحكمت كلية في الوضع لا أساس له من الصحة. ورغم ما تتمتع به من قوة إعلامية مقارنة بالأطراف الأخرى من أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد وكذا القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي لم تقل كلمتها بعد وآخرون من جيش مالي وانقلابيين، إلا أنها في مفترق الطرق وهي تروج لفكرة الاستقلال طمعا في التأييد العالمي لها كإقليم ينشد حريته ومن حقه نيلها، حسب الأعراف الدولية، وهي تسعى لإيجاد قاسم يجمعها مع عدد من هذه الأطراف لضمان السند الذي يخلصها من أي انقلاب محتمل يضعف موقفها. وأضافت مصادرنا أن الحركة محتاجة إلى الدعم الدولي الذي يمكنها من الشرعية السياسية في استلام أمورها والاعتراف بها والبداية لا يمكن لها أن تكون إلا انطلاقا من الجزائر التي ستضفي عليها الكثير من الدعم ووجدت نفسها من أجل تحقيق هدفها الذي ناضلت من أجله لعشرات السنوات لم تخمد فيها مقاوماتها للجيش المالي مضطرة للتدخل كطرف في قضية اختطاف الرهائن والحرص على نيل شرف تخليصهم من جماعة التوحيد و الجهاد والمجازفة باكتساب عدو جديد في سبيل وضع بصمتها وإقناع الرأي العام العالمي بأحقيتها في تحقيق حريتها واستقلالها عن مالي. وحسب حمة أق محمود، أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة تحرير الازواد المقيم في موريتانيا في تصريح ل “الفجر” فإن الحركة بريئة من الإسلاميين بمختلف تنظيماتهم ولا تشترك معهم في مبادئهم لأنها لا ترمي إلا إلى تحرير إقليمها إلا أنها لا ترفض التحالف مع من يشترك معها في نفس القضية، ومع ذلك فهي لن تبقى مكتوفة الأيدي مع من يسيء إليها أو الى من تعتبرها حلفاءها ومنهم الجزائر، وستعمل على تحرير الرهائن الجزائريين. من جهته، اعتبر شارئت موسى بن أحمد، المقاتل السابق في مالي والباحث أن حركة الأزواد تمكنت من فرض نفسها بتعاون ميداني وليس سياسي من قبل التنظيمات السياسية، حيث مكنها تدخل كل من أنصار الدين والجهاد والتوحيد من الإطاحة بكل من تمبكتو وغاو ، في حين أن تهديد تنظيم القاعدة للجيش النظامي ساعدها على توقيع بصمتها في وقت شعرت فيه بالضعف حيال التنظيمات السابقة التي لم يسعفها إعلامهما من تأكيد خطورتها مقارنة بحركة تحرير الازواد التي تحظى بقوة إعلامها وقادتها السياسيين، مضيفا أن أي خطإ بينه وبين الجماعات الأخرى سيكلف الحركة غاليا خاصة منها أنصار الدين التي انشق أهم قادتها منها، وجعلت كثيرا من أعضائها يعلنون ولاءهم للمدعو “أياد أق غالي” الذي كان أهم رقم في حركة الأزواد ثم قنصل مالي في جدة قبل أن يتشبع بالفكر الجهادي السلفي ويعلن عما يعرف بأنصار الدين التي ترفض أن تتزعم الطوارق فقط وإنما جميع الأطراف ومنهم حتى الجزائريين. وأشار إلى أن الوضع في مالي يعرف نوعا من الهدوء مقارنة بالأيام القليلة الماضية التي اشتعلت فيه الحرب ، يتوقع تحسنا في الوضع بعد تحقيق الحركة لأهدافها وتراجع الجيش المالي وقبلها سقوط الرئيس المالي الذي أجمعت الاطراف على أنه العدو المشترك، ومنه جيشه الذي انقلب عليه. من الحدود المالية / عادل. ش الاعتداءات يومية لسرقة سياراتهم وحصصهم من الوقود شبكات المافيا تهاجم سكان الحدود الجنوبية بالأسلحة الاستيلاء على سيارتين تابعتين لشركة تقنيات الري أعطت الظروف الكارثية التي يضطر سكان مناطق الحدود الجزائرية المالية الى معايشتها الفرصة لشبكات المافيا لأخذ مكانتها في هذه المنطقة المعزولة وتحويل نقسها الى رقم مرعب لا يقل خطورة عن الترهيب الذي سببه تواجد تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بعدما أضحت تستهدف مواطنين للسطو على ممتلكاتهم بالتركيز على سياراتهم، وكميات الوقود اللازمة التي تضمن لهم التجول في جميع أرجاء الصحراء الواسعة دون التعرض الى أي عائق. وهدد السكان المتضررون خاصة بمنطقة تيمياوين وبرج باجي مختار وتلك التي تجاورها إلى غاية تينزاواتين بتصعيد لهجتها لإقناع السلطات الأمنية بتوفير الأمن، وتعزيز المنطقة بالحراسة المشددة مع حماية المواطنين من الخوف الذي لازمهم منذ أزيد من ثلاث سنوات، زادت فيه حدته خلال الايام القليلة الأخيرة، أين كثف المسلحون نشاطهم واستغلوا الحرب في مالي بعد تركيز الانظار كلية على محاولات التسلل الحاصلة بشكل يومي للماليين الفارين من الحرب ووقع قطاع الطرق ضرباتهم في حق المواطنين الذين لا حول ولا قوة لهم في حضرة الأسلحة والذخيرة، حيث عمدوا أول أمس إلى سرقة سيارتين للدفع الرباعي الاولى “نيسان نفارا”، والأخرى “تويوتا هليكس”، التابعتين لشركة تقنيات الري وأرغمتهم تحت طائلة التهديد على التخلي عنها للنجاة بأرواحهم، والعملية الاعتدائية ليست الأولى من نوعها في هذه المناطق التي أضحت على مرمى مختلف أنواع العصابات، ومنها تلك الحريصة على الاستيلاء على حصص الوقود المقدمة للمواطنين والتي قلصتها حرصا منها على ضمان عدم تسربها الى المهربين وغيرهم وسبق وأن اعترضت جماعة مسلحة عددا من المواطنين في هذه المنطقة للسطو على سيارتهم. وأثار الإجراء المتخذ بتقليص حصص المواطنين من الوقود حفيظتهم، خاصة وأنهم يعيشون في صحراء شاسعة وحاجتهم الى المادة كبيرة خاصة في تنقلاتهم لتأمين الأساسيات والتخلص من العزلة التي اشترك في فرضها عليهم كل من الطبيعة والتجاهل الكلي لهم من قبل السلطات. وطالب السكان بتحويل الاراضي الحدودية الى مناطق عسكرية لتمكينهم من ممارسة حياة طبيعية خالية من التهديدات اليومية لقطاع الطرق الذين يزدادون بشكل رهيب بحيث أضحت الطرقات غير آمنة ليس فقط من الزوابع الرملية، العطش والتوهان، ولكن من مافيا شغلها الشاغل الاعتداء على المواطنين والاستيلاء على ما تمكنوا من افتكاكه من حقوقهم. كما شددوا على ضرورة عدم معاقبتهم على أمور خارجة عن نطاقهم ومنها تحديد حصصهم من الوقود بحجة عدم وصولها الى أيادي المهربين، مشيرين الى أن المافيا تستولي عليها من مصادرها قبل أن تستهدفهم. مبعوث “الفجر” إلى الحدود المالية/ عادل. ش