قال الشيخ عبد الله جاب الله، إن هناك مؤشرات عديدة تدل على وجود نوع من الترتيب المسبق لإحداث تزوير، مستشهدا بعدد المراقبين مقارنة لكل مكتب تصويت؛ حيث لا يتجاوز عددهم خمسة عناصر، مقارنة بعدد مكاتب الاقتراع المقدرة ب 52 ألف انتخابي، ما شكل قناعة لديه أن “يد الإدارة ستعبث بأصوات الناخبين بالولايات الداخلية والصحراوية للفراغ الذي سيعم، إلا إذا حدثت معجزة”. وواصل الشيخ جاب الله، وهو ينشط ندوته الصحفية، قبل يوم من انطلاق الحملة الانتخابية للعاشر ماي بمقر الحزب ببوشاوي، أن الحزب مدرك لهذا الأمر، وقرر التنسيق مع الأحزاب السياسية للحد على الأقل من التزوير، بما فيها الأحزاب الموجودة في السلطة. واعتبر أن هناك مؤشرات أخرى تصب في مجملها في خانة الترتيب المسبق للتزوير، منها تضخيم القوائم الانتخابية من خلال بلوغ سقفها 21 مليون ناخب لتعداد سكاني قدره 35 مليون نسمة، فضلا عن تخلي وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن تمويل الأحزاب في سابقة لم تشهدها الانتخابات السابقة ما جعل الجديدة منها في مواجهة مصيرية مع تحدي الامكانيات، وأخيرا تعمد الإبقاء على حالة الغموض في القوائم الانتخابية التي لم ترض الإدارة بمقترحات اللجنة بترقيمها أو وضع صور رؤساء الأحزاب على صدرها، وهو ما يعرقل في النهاية الانتخابات ويرجح كفة الأحزاب التي تريدها الإدارة. وفي رده على أسئلة “الفجر” المتصلة بإخطار الشيخ للمراقبين الدوليين لمواجهة التجاوزات التي حدثت، قال إنه أبلغ مراقبي الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وأعضاء الجامعة العربية الذين لم يبرحوا فندقهم بتضخيم القائمة الانتخابية، مواصلا أن الحزب مدرك لهذا الأمر لكن قبل دخول الاستحقاقات حفاظا على مصلحة الوطن وأملا في التغيير السلمي والديمقراطي قياسا بالتطورات التي تشهدها المنطقة برمتها. وواصل في شق متصل، باستعمال السلطة لعدد كبير من الأحزاب أي 44 حزبا كطعم لرفع نسب المشاركة الانتخابية المتدنية، خاصة وأن أغلبها متشابه، قال إنه ينظر للأمر من باب الحرية في تشكيل الأحزاب والتنافس في الانتخابات ليبقى القرار للشعب في اختيار من يريد. كما قال في رده على أسئلة الصحافة فيما يخص ظهور أحد أنصار حركة الإصلاح الوطني في ثوب حركة تصحيحية لحزب العدالة والتنمية، أشار إلى أنه لا يعرف الشخص، مواصلا أن الحركة في بداية مشوارها وقانون الأحزاب يتيح الحرية الكاملة لتشكيل حزب وإن كان هذا الشخص المجهول، حسب الشيخ، لا يروقه الحزب ما عليه سوى تشكيل حزب آخر.