بدأت أمس الجمعة التجارب الحرة في سباق الجائزة الكبرى للسيارات (فورمولا 1) في البحرين التي تأمل حكومتها في أن تحقق البطولة نجاحا، في الوقت الذي ينظم فيه ناشطون ”أيام الغضب” بعد مرور أكثر من عام على احتجاجات، ووجهت بالقمع من النظام في الداخل ومن دول مجلس التعاون الخليجي التي تدخلت بالقوة لواد الاحتجاجات. وعشية التجارب الحرة اندلعت احتجاجات في القرى المحيطة بالعاصمة المنامة بعيدا عن الحلبة الدولية التي سيجري فيها السباق. وأطلقت شرطة البحرين الغاز المسيل للدموع وقنابل صوت لتفريق متظاهرين، في اشتباكات أخذت في التصاعد طوال الأسبوع المؤدي إلى بطولة العالم التي تبدأ يوم الأحد. وتعيش البحرين في حالة اضطراب منذ اندلاع حركة مطالبة بالديمقراطية العام الماضي في أعقاب انتفاضتي تونس ومصر. وقمعت السلطات البحرينية في باديء الأمر الاحتجاجات وقتل خلال الحملة العشرات، لكن الشبان مازالوا يشتبكون بشكل يومي مع شرطة مكافحة الشغب في المناطق الشيعية ويشارك الآلاف في المظاهرات التي تنظمها المعارضة. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب في البحرين الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد نشطاء مناهضين للحكومة، وتعرض فريق فورس إنديا لحادث إلقاء قنبلة حارقة مع تزايد الاضطرابات قبل بدء السباقات في مطلع الأسبوع القادم. وقالت هيئة شؤون الإعلام أن ”مجموعة من مثيري الشغب كانت تستهدف قوات الأمن في مظاهرة غير قانونية بزجاجة حارقة (مولوتوف) في الطريق الرابطة ما بين حلبة البحرين الدولية والعاصمة المنامة، ما تسبب في عرقلة حركة المرور قرابة الدقيقتين. وتصادف هذا الحادث مع مرور فريق (فورس إنديا) في المكان”. لكن الناشطين يتهمون حكام المملكة باستغلال السباق الدولي لتحسين صورتهم الدولية. وبينما توافد إلى البحرين مراسلو الصحافة الرياضية لتغطية السباق، تم رفض منح صحفيين آخرين من غير المراسلين الرياضيين من رويترز ووكالات أنباء أخرى تأشيرة دخول للمملكة. وقال النشط نبيل رجب، في مؤتمر صحفي، أن النخبة الحاكمة تستغل فورمولا 1 في العلاقات العامة. وتحكم أسرة آل خليفة السنية البحرين ذات الأغلبية الشيعية وتجد المملكة نفسها بين السعودية وإيران ولهما مواقف مختلفة من الصراع الداخلي الدائر بها. وتأمل المنامة في أن يوفر لها سباق فورمولا 1 فرصة لتقول للعالم أن الحياة عادت إلى طبيعتها. واختارت شركات غربية عدم الترفيه عن الزبائن والشركاء في السباق بعد نداءات طالبت الشركات الراعية بمقاطعة الحدث بسبب الاضطراب السياسي. وقال مصدر مطلع على خطط شركة شل التي ترعى فريق فيراري أن الشركة قررت عدم استضافة أحد في الحدث المقام في البحرين. وقالت كيرستي هيوز، المديرة التنفيذية لمؤسسة أنديكس أون سنسرشيب: ”حكومة البحرين تريد أن تنعم بالدعاية الدولية الإيجابية التي تتوقع أن تحصل عليها من إقامة سباقات سيارات فورمولا 1. لكن كل المؤشرات تشير إلى أن الحكومة ستشدد على الأرجح حملتها على الناشطين المحليين قبل وخلال سباق الجائزة الكبرى”. واضطرت أسرة آل خليفة الحاكمة في البحرين إلى إلغاء سباق العام الماضي بسبب الانتفاضة، لكن عودته تمثل فرصة لإبلاغ العالم بأن جميع الأمور عادت إلى طبيعتها وهو ما قد ينجح إذا ما اقتصرت الاحتجاجات على الأحياء الشيعية ولم تصل إلى الطرق السريعة الكبرى أو العاصمة. وحاول عدة مئات من الأشخاص تنظيم احتجاج في العاصمة المنامة يوم الخميس. وخرج متظاهرون من منطقة شيعية في الشوارع الخلفية يرددون شعارات مناهضة للحكومة، لكن شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت عندما حاول المحتجون الوصول إلى طريق سريع رئيسي قرب السفارة البريطانية.