عبّر سكان قرية بوشارب إسماعيل، الواقعة ببلدية البوني في عنابة، عن امتعاضهم الشديد إزاء معاناتهم من غياب ظروف المعيشة والحياة بالمنطقة، رغم المشاريع التنموية الكبرى التي استفادت منها بلدية البوني، ثاني بلدية من حيث الكثافة السكانية بعد عاصمة الولاية عنابة. وفي غياب مؤشرات عن تحسن قريب لظروف معيشتهم، شهدت قرية بوشارب إسماعيل حركة نزوح وهجرة لسكانها باتجاه الأحياء المجاورة التي مستها العديد من المشاريع التنموية، خاصة بعد أن أدرجت مناطق البوني وسيدي عمار في قائمة المناطق الحضرية الأكثر أولوية من جانب التنمية بالولاية. وتعاني قرية بوشارب إسماعيل من الغياب الشبه الكلي للتهيئة الحضرية، خاصة أن الأرصفة والمساحات الخضراء تحولت إلى فضاء خصب تعيش فيه الأبقار ومختلف الحيوانات الأخرى، علاوة على الأتربة المتناثرة و المتصاعدة و الأحراش التي غزت الأماكن العمومي . أما الطرقات فهي غائب تماما حيث لا يتوفر السكان في تنقلاتهم سو عل مسالك ترابية تتحول مع تساقط الأمطار إلى مجاري للأوحال وبرك مائية، تداهم بدورها السكنات وتتسرب إلى داخل شققهم. وما يزيد في تفاقم الأوضاع المزرية للسكان انعدام وجود شبكة صالحة للصرف الصحي بعد أن أصيبت لقنوات القديمة بأعطاب وتسربات وتحولت إلى مصدر خطر لتسريب المياه القذرة . من جهة أخرى يطرح السكان مشكل غياب الإنارة العمومية، الأمر الذي يساهم في تزايد ظاهرة الاعتداءات على السكان من طرف عصابات إجرامية، حيث يواجه السكان صعوبة في التنقل والتحرك ليلا لقضاء حاجياتهم . ولا تتوقف معاناة سكان قرية بوشارب إسماعيل عند هذا الحد، بل تتعداه إلى مشكلة تدهور الوضع البيئي ، خاصة أمام الانتشار الواسع للقاذورات والنفايات بشتى أنواعها في كامل محيط القرية في غياب مصالح النظافة للبلدية التي لم تزر هذه المنطقة منذ سنوات، الأمر الذي أدى إلى انتشار مختلف الأمراض الجلدية والتنفسية في أوساط السكان، منها الحساسية والطفح الجلدي . أما مشكل تسربات مياه الشروب في عدة نقاط من الحي فهو راجع، حسب رئيس البلدية، إلى اهتراء شبكة التموين الرئيسية، وهو الوضع الذي اثر على تموين السكان بالمياه في ظل الإنقطاعات المتكررة. وبخصوص السكن فقد طالب لسكان بضرورة الاستفادة من سكنات جديدة تتوفر فيها مختلف ضروريات الحياة، ودعوا السلطات الحلية للتدخل لوضع حد لمعاناتهم وفك العزلة عنهم بتدعيم قرية بوشارب إسماعيل بالطرقات والبرامج التنموية الأخرى.