أشار مختصون في التاريخ خلال اللقاء الذي نظمته نقابة الناشرين بالتعاون مع اتحاد الكتاب الجزائريين، أول أمس بمقر هذا الأخير في العاصمة، حول مجازر 8 ماي 45 في ذكراها ال67، إلى بشاعة الجريمة، معتبرين أن ما قامت به فرنسا جريمة إنسانية لا تغتفر، يقابلها من جهة تقاعس وزارة المجاهدين عن أداء واجبها تجاه الحفاظ على تاريخ الثورة ورجالها. اعتبر طاهر يخلف، عضو بجمعية 8 ماي 45، أن هذه الاحداث لم تكن معروفة باسم ”جريمة ضد الإنسانية” بل مجرد وقائع ومجازر فقط إلا بعد ظهور فكر الراحل بشير بومعزة، الذي ساهم في نشر الوعي الوطني وبلورة الفكر الجزائري، حيث قدم طرحا تاريخيا جديدا لمحاربة هؤلاء. بالمقابل نوه أن اليهود يعملون على قدم وساق خلال كل شهر أفريل من أجل البحث في تاريخهم ”بينما نبقى نحن في الجزائر لا نحرك ساكنا”، محملا المسؤولية إلى وزارة المجاهدين التي وصفها ب”الخائنة” نتيجة عدم إيفائها بوعودها تجاه أبناء الشهداء وتقاعسها عن أداء واجبها المنوط بها، حيث صبت اهتمامها على شكليات الأمور التي تدخل ضمن شعار زيارة وفد، باقة ورد ووقفة أحياء على أموات.. كما طالب في السياق ذاته مسؤولي الوزارة بفتح قناة خاصة بالتاريخ بعيدا عن تبذير الأموال بلا فائدة، والتي تكفي لبناء متحف في كل ولاية. بدوره أكد بلغيث، دكتور وباحث في التاريخ، أن مجازر 8 ماي تعد منعرجا تاريخيا مهد لاندلاع ثورة حقيقية وظهور تنظيمات سياسية بعثت روح الوعي والإيمان لدى الشعب الجزائري وأقنعته بضرورة الثورة والتحرر من قيد الاستعمار، تتقدمها الكشافة، الحركات الوطنية والمجندون في الجيش الفرنسي الذين همشتهم وزراة المجاهدين، فقال ”ماذنب هؤلاء إن لم يُسجَلوا في قوائم الشهداء؟”. بينما اعتبر بلغيث أن شهر ماي بشكل خاص لم يكن حدثا أو طفرة عابرة بل تنظيم يهدف إلى تغيير أوضاع الجزائر بالسلاح واسترجاع الحرية بالقوة. من جهته دعا أحمد ماضي، مدير دار الحكمة، إلى ضرورة الحفاظ على الذاكرة المشتركة للجزائريين، والتي لاتزال إلى غاية اليوم تتعرض إلى هجوم متطرف من طرف الأعداء، آملا أن يكون ال10 ماي من الشهر الجاري بمثابة تاريخ مولد جديد لتجسيد مبادئ الأمة وشق الطريق الصحيح لبناء المستقبل.