انطلقت، خلال الأيام القليلة الماضية، أشغال إنجاز مشروع المركز الرياضي الجهوي للتحضيرات الرياضية، الخاص بالفرق الوطنية الرياضية الكرابس بمنطقة سرايدي السياحية في عنابة، والذي يعتبر من بين المشاريع الرياضية الطموحة التي تعطلت منذ 21 سنة، بسبب سوء التسيير وغياب هيئة رقابة على هذا المشروع الحيوي الذي ظل حبيس الأدراج لسنوات طويلة. ولتجسيد مشروع الكرابس على أرضية الواقع، أكد وزير الشبيبة و الرياضة، خلال زيارته الأخيرة إلى عنابة، على ضرورة الانتهاء من أشغال انجاز هذه المنشأة الرياضية قبل نهاية سنة 2013، وذلك بعد أن تم إيفاد لجنة تحقيق وزارية للتحري في ملف هذا المركب الرياضي الذي بقي معطلا منذ 21سنة. وحسب تقرير المصالح الولائية، فان أسباب التأخير في إنجاز هذا المشروع تعود لعدة عوامل، منها تنظيمية وأخرى تتعلق بالتسيير، والتي تمت الإشارة إليها في تقرير المصالح الولائية التي لمحت أيضا في ذات التقرير إلى تورط عدد من الموظفين والمدير السابق للشبيبة والرياضة بالولاية، في تبديد المال العام والتلاعب بالمستندات الخاصة بإنجاز أربعة مشاريع رياضية، منها مشروع الكرابس. وحسب البطاقة التقنية لهذا المشروع، من المنتظر أن يحتل مساحة 6 هكتارات وهو يتوفر علي ثلاثة بنايات خاصة بإقامة الفرق والوفود الرياضية طاقة استيعابها تفوق 120 سرير، إلى جانب مطعم فاخر وقاعة للمحاضرات بسعة 700 مقعد، ومسبح بطول 30 مترا، وملعب كرة قدم. وقد انتقد وزير الشبيبة والرياضة، الهاشمي جيار، خلال زيارته لموقع المركب، الوضعية التي آل إليها هذا المكسب الرياضي الذي أهملت العديد من منشآته خلال السنوات الفارطة، ليتحول إلى مأوى للمشردين والمتسكعين، وتعرضت العديد من مرافقه إلى التخريب والتلف في غياب الحراسة. وبناء على المراسلة التي بعثت بها اللجنة الوزارية للوزارة الوصية، فإن نسبة إنجاز المركب قد وصلت إلى 60 بالمائة، رغم أن انطلاق الأشغال به كانت سنة 1991، وقد خصصت له ميزانية تقارب 36 مليار سنتيم من أجل تحويله إلي قطب رياضي خاص بتحضير النخبة الوطنية الرياضية، بدل تحويل الفرق الوطنية لإجراء تربصاتها إلى الخارج. وحسب التقرير المنجز حول وضعية المشروع، فإن الوزارة الوصية قد وافقت على اختيار الأرضية المتواجدة بالمنطقة السياحية سرايدي، حيث انطلقت الأشغال به. وبعد فترة معينة من الإنجاز عاين الوالي السابق، إبراهيم بن قايو، هذه المنشأة الرياضية التي كانت عبارة عن مسبح لا يفوق طوله 60 مترا، ليؤكد على ضرورة استكمال المشروع قبل سنة 2000، إلا أن الأشغال توقفت خلال سنة 2001 بسبب مشكل التمويل، ليتبع بعملية ثانية خلال سنة 2007 من أجل تجهيز المسبح الأولمبي بعنابة بغلاف مالي قدره 13 مليار سنتيم لتبلغ نسبة الأشغال 60 بالمائة، وبعد ذلك بقي المشروع بحاجة إلي شبكة الصرف الصحي إلي جانب ملاعب جوارية، لم تنجز. تجدر الإشارة إلى أن قضية الكرابس التي حولت علي العدالة شهر جوان الماضي، قد حولت إلي مديرية الشبيبة والرياضة بعد أن تم الفصل في القضية مع أملاك الدولة. ولتسوية الوضعية والإسراع في عملية الانجاز أسند مشروع الكرابس إلي مكتب دراسات برتغالي، والذي قدر عملية الإنجاز كاملة ب100 مليار سنتيم.