انطلقت، أول أمس، بجامعة الأغواط عامر ثليجي فعاليات الملتقى الدولي حول “مكتسبات الثورة التحريرية الكبرى”، والذي نظم تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للاحتفال بعيد الاستقلال والشباب، بمشاركة نوعية من أساتذة وباحثين ومؤرخين من مختلف الجامعات الجزائرية وكذا الأجنبية. تهدف التظاهرة، التي تدوم فعالياتها ثلاثة أيام كاملة، إلى ترسيخ مبادئ وافكار حرب التحرير الجزائرية لدى فئات مجتمع الاستقلال، لاسيما شريحة الشباب انطلاقا من جملة من العناصر والمقومات الأساسية، على غرار دراسة مفهوم الهوية، التاريخ، والتراث الجزائري الذي حاول الاستعمار الفرنسي طمس معالمه بشتى السبل، غير أن التصدي له كان بفضل وجود عديد المؤسسات البارزة حينها، وفي مقدمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بالإضافة إلى دور المثقفين والكتاب الجزائريين الذين تصدوا للحملات الاستعمارية الشرسة.. وهو ما ذهب إليه في هذا الصدد الرئيس الحالي لجمعية العلماء المسلمين، عبد الرزاق ڤسوم، لدى تدخله في الجلسة الافتتاحية، حيث قال “إن الجمعية لعبت دورا كبيرا في تفعيل المقاومة السياسية وشحذ الهمم وتوجيه الأفكار بالتوعية العلمية والدينية نحو ما يتعرض له الجزائريون من اضطهاد ومعاناة، وبالتالي فدورها بارز في الدفاع عن تاريخنا وهويتنا التي حافظت على قيمها وأسسها إلى اليوم “. كما عرفت جلسة الافتتاح تقديم مداخلات ومحاضرات تمحورت مجملها حول الثورة ومكتسباتها وكذا علاقة الجيل الحالي بها بإبراز تأثيرها الذي مس جوانب متعددة. ودعا عبرها المتدخلون إلى ضرورة إيجاد تواصل بين جيل الثورة وقادتها بالجيل الحالي، بالنظر إلى الهوة الشاسعة الحاصلة الى بينهم في كثير من المجالات، وخاصة الشباب باعتباره الفئة التي يعول عليها من اجل النهوض بالأمة على مستويات مختلفة على غرار السياسية والثقافية والدينية ومجالات أخرى هامة، من جهة أخرى بهدف كتابة تاريخ الثورة حتى لا يتعرض إلى الزوال ويفقد من الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري، وذلك ببرمجة مناسبات ثقافية وتعزيز الساحة الثقافية بإنتاجات تاريخية من هذا الصنف. وحسبما أشار إليه هؤلاء فإن الباحثين والمؤرخين ملزمون بكتابة تاريخ الوطن بكل مصداقية وحقيقة مع العمل على ترسيخه وتسجيله في ذاكرة الفرد الجزائري.