تعاني غالبية الأحياء والتجمعات السكانية الحضرية منها والريفية على حد سواء من شلل في تصريف المياه القذرة التي ينقلب مجراها الباطني إلى سطح الطرقات والساحات العمومية وتحت أقبية العمارات، وما تشكله من خطر حقيقي عند اختلاطها بمياه الشرب في كثير من المواقع. هذه الوضعية المزرية والخطيرة والتي تشكل معاناة يومية للسكان، أكدتها آخر التقارير الرسمية لقطاع الري الذي أشار إلى تشبع شبكات الصرف وعدم ملاءمتها مع التوسع العمراني السريع بالولاية. حيث بلغ الطول الإجمالي لشبكة التصريف 652747 كلم، مع عجز جل البلديات وافتقارها للإمكانيات المادية والبشرية اللازمة للتكفل بتنظيف وصيانة الشبكات، إذ توجد 10 محطات لرفع المياه القذرة معطلة نهائيا من بين 22 بسبب الأعطاب المستديمة للتجهيزات والانقطاعات المتكررة الكهربائي وعدم اختصاص الأعوان المكلفين بتسيير هذه المحطات، أما محطات التطهير التي لا يتجاوز عددها 4 عبر الولاية، فواحدة فقط في حالة تشغيل ببلدية العصفور والثلاثة الباقية لا تشتغل نهائيا بكل من القالة، زريزر والقنطرة الحمراء، كما تشبع 100 حوض مائية للترسيب بفعل النفايات والمواد الصلبة المترسبة، والتي لا تخضع لعمليات التطهير، وما يزيد الوضع تأزما مشكلة الفيضانات المتعاقبة إلى 3 مرات في السنة والتي تغمر مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية، وتغرق الأحياء والتجمعات السكانية الواقعة في الأماكن الفيضية، لتلحق أضرارا بالمنشآت القاعدية كالطرق والجسور، خاصة القنوات الرئيسية وشبكات تصريف المياه القذرة. من جهتها أفادت التقارير الدورية لمصالح الوقاية الصحية عن خطورة الأوضاع جراء ما آلت إليه الحالة السيئة لشبكات تصريف المياه القذرة والتي تهدد صحة المواطن وعلى سبيل المثال التجمعات السكانية الثانوية ومنها داغوسة، الدندان، جيلاس، المريديمة، المطروحة وزورامي على.. أما العشرات من التجمعات الريفية فهي عديمة شبكات تصريف المياه. وقد كشفت ذات المصالح عن تدخلاتها اليومية بمعدل 16 تدخلا في اليوم عبر كافة البلديات، لمراقبة هذه الوضعية المتعبة لما حصل نهاية جوان الماضي، بحي جبهة التحرير بالقالة عندما تدفقت المياه القذرة واندفعت بقوة وغمرت الطوابق السفلية للعمارات، وشكلت حالة الطوارئ لدى المواطنين والبلدية، وأمثال هذه الحالات تتكرر يوميا في العديد من المناطق الأكثر تضررا من الحالة السيئة لشبكات التصريف وفي 11 تدخلا خلال شهر جوان الماضي اضطرت المصالح الصحية الوقائية إلى غلق وتوقيف تشغيل شبكة توزيع مياه الشرب بعدما أكدت التحاليل تلوث المياه الموجهة للاستهلاك، من جهتها كشفت لجان الأحياء عن وقوفها على حالة العشرات من شبكات تصريف المياه القذرة مدعمة بالصورة والخبرات التقنية عديمة الربط بالقنوات الرئيسية، أو لعدم ملاءمة نوعية الأنابيب ومقاييسها التقنية لطاقة الشبكات داخل الأحياء والتجمعات السكانية، بالإضافة إلى تصريف المياه القذرة باتجاه الأراضي الزراعية، بالنسبة للتجمعات السكانية وسط المحيطات الفلاحية.