تحولت المنطقة الصناعية بلارة، المرشّحة لاحتضان مصنع السيارات، رونو إلى مجرّد مفرغة عمومية ومنطقة لاحتواء القمامات، وهو ما بات يهدّد هذا النسيج الصناعي الهام ويقلّص من حظوظ قبول الطرف الفرنسي لإنشاء مصنعه بهذه الولاية رغم الجهود المبذولة من ممثلي الدولة، والذين يراهنون على أن تكون جيجل مسقط رأس أول سيارة جزائرية. وحسب تصريح عدد من مواطني المنطقة ل”الفجر”، فإن ممثليهم قد اتصلوا برئيس البلدية في العديد من المرات قصد إيجاد حل لمشكل المفرغة البلدية التي أقيمت مند عدة سنوات في حي تانفدور، ولما اشتكى سكانه من تلوث بيئة المنطقة لم يجدوا من الحلول السهلة إلا تحويلها إلى منطقة بلارة المحاذية لقرية أولاد بوزيد والشرفة. وفي هذا السياق أبرز ت ذات المصادر أن شبان ضواحي الميلية الغارقين في أوحال البطالة كانوا ينتظرون من المجلس البلدي الحالي أن يجتهد في توفير مناصب عمل وتخفيف حدة البطالة من خلال جلب الاستثمار وإقناع السلطات العليا في البلاد، من أجل الإسراع في تنشيط منطقة بلارة ذات الموقع الإستراتيجي، إلا أنه استغل تماطل الدولة في إيجاد حل للمنطقة الصناعية بلارة، لكي يحول بعض أجزائها المترامية الأطراف إلى مفرغة عمومية تجلب إليها قمامات كل أحياء البلدية. من جهة أخرى طمأن رئيس البلدية، في تصريح خص به “الفجر”، المحتجين أن اختيار بلارة لتفريغ قمامات جميع أحياء البلدية هو بمثابة حل مؤقت، وفي هذا السياق وعد مواطني القرى المذكورة سالفا بأن البلدية ستستفيد قريبا من مركز للردم التقني، حيث وصلت الأشغال إلى نسبة متقدمة في إنجازه على مستوى منطقة زرزور. كما أن المشروع هذا كلف خزينة الدولة أزيد من 11 مليار سنتيم وسيستقبل قمامات كل البلديات الشرقية للولاية جيجل. يشار إلى أن منطقة بلارة قد تحولت حاليا إلى مرتع للفضلات والنفايات، وكذا إلى فضاء محبذ للسكارى من كافة الأعمار، وليس أدل على ذلك من زجاجات الخمر الفارغة،التي صارت تغطي مختلف جهات المنطقة. كما وجد مواطنو المدينة، خاصة الشبان منهم، ضالتهم فيها في ممارسة الرياضة عبر العديد من المساحات الخضراء المغطاة بالعشب الطبيعي، ناهيك عن تحول بعض أجزائها إلى فضاء محبذ لتنزه العائلات الفارة من البيوت، لاسيما مع الارتفاع الملموس لدرجة الحرارة وهذا في انتظار استغلال منطقة بلارة في الأغراض الاستثمارية التي خلقت لأجلها، حيث علمت “الفجر” من مصادر موثوقة أن المنطقة قد تكون مكانا لإقامة مصنع لسيارات رونو، سينطلق في فترة أولية بمعدل 75 ألف سيارة ليصل بعدها حدود 150ألف سيارة، على مساحة قدرها 150ألف هكتار.. وهذا إن نجحت المفاوضات الجارية بين الجزائر والشركة المعنية التي استغرقت إلى حد الآن وقتا طويلا من دون أن تنجب أي نتيجة إيجابية ونهائية، نظرا للتحفظات التي لاتزال تثيرها شركة رونو الفرنسية.