دعت إيران إلى ضرورة إجراء حوار وطني في سوريا بين المعارضة والنظام السوري الذي يتزعمه الرئيس بشار الأسد، واقترحت إيران على المشاركين في الاجتماع التشاوري حول سورية الذي عقد في طهران، أمس الأول، تشكيل مجموعة اتصال لتسوية الوضع في سورية. وأعلن علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيراني، بمؤتمر صحفي في ختام الاجتماع، أنه قدم اقتراحا بتشكيل ”مجموعة الاتصال”، مضيفا أنه لم يُتخذ أي قرار بهذا الشأن. وأوضح الوزير أن ”المقترح يتمثل في اختيار أحد السبل الموجودة في الممارسات الدولية لتسوية النزاعات، وعلى وجه التحديد تشكيل مجموعة اتصال تضم دولا محايدة، من أجل إيجاد سبيل لإجلاس الأطراف المتنازعة في سورية إلى طاولة الحوار وإطلاق التعامل بينها. والآن ننتظر قرارات الدول التي ستكون على استعداد للانضمام إلى هذه المجموعة”. وأضاف صالحي أن ”الأفكار الرئيسية الثلاث التي جرت مناقشتها خلال الاجتماع في طهران هي وقف إراقة الدماء، وإطلاق حوار وطني في سورية، والبحث عن الحلول المقبولة لتسوية الوضع”. و فيما لم يرد أي تعليق من جانب المعارضة السورية الممثلة في ”المجلس الوطني السوري” الذي يعتبر أكبر فصيل للمعارضة السياسية السورية، شأنها في ذلك شأن النظام السوري الذي يحدد موقفه هو الآخر من المبادرة رغم ترحيب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالمبادرة الإيرانية باعتبارها تقوم على عدم السماح بتحول النزاع في سورية إلى حرب أهلية طويلة. وقال بان كي مون في بيان له: ”نحن أمام تطور مروع، أي حرب أهلية طويلة”. وحذر من أن تداعيات مثل هذه الحرب ستكون مأساوية بالنسبة إلى الشعب السوري، ومن أنها ستزعزع الاستقرار في المنطقة كلها. وقال: ”لا يمكن أن نسمح بأن يتحقق هذا السيناريو”. واتهمت الولاياتالمتحدةإيران بلعب دور ”سلبي” في النزاع السوري من شأنه أن يرسخ موقع الرئيس بشار الأسد للبقاء في السلطة. وقالت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس أن ”إيران شكلت مع حزب الله الشيعي اللبناني ودمشق محور مقاومة”، مؤكدة أن ”هذا التحالف مضر ليس فقط بإيران؛ بل أيضا بالمنطقة وبمصالحنا”. وكانت رايس تتحدث لتلفزيون ”آن بي سي” بعد أن التقى الأسد مسؤولا إيرانيا كبيرا في دمشق هذا الأسبوع واستضافت طهران مؤتمرا حول النزاع في سوريا. من جهة ثانية، أعلنت الحكومة البريطانية منح الجيش السوري الحر نحو 8 ملايين دولار، وذلك لتغطية تكاليف شراء أجهزة اتصالات وإمدادات طبية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في تصريحات نقلتها شبكة ”إيه بي سي نيوز” الأمريكية، أمس: ”إن بريطانيا تعتزم تكثيف اتصالاتها مع الجناح السياسي للجيش السوري الحر وذلك استعدادًا للسقوط الحتمي لنظام بشار الأسد”. وأشار هيج إلى أنه سيتم التأكيد خلال المحادثات مع قوات المعارضة السورية على ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.