أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن شكوك كبيرة فى احتمال إجراء مشاورات حول استقالة الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي أشار إليه نائب رئيس الوزراء السوري في موسكو. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند ”اطلعنا على المعلومات حول هذا المؤتمر الصحفي الذى عقده نائب رئيس الوزراء السوري، بصراحة، لم نر فيه أي جديد”. وجاءت تصريحات المسؤولة الأمريكية ردا على ما أورده نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل، خلال زيارته إلى موسكو، أين أبدى استعدادا سوريا لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري في إطار مفاوضات مع المعارضة. كما قال المسؤول السوري في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ”على طاولة الحوار لا شيء يمنع أن تبحث أي قضية يمكن أن يفكر أو يطلب بحثها أحد المتحاورين، حتى هذا الموضوع يمكن بحثه”. وعن حالة الوضع الأمني في سوريا، قال روبرت فيسك، فى مقاله بصحيفة الإندبندنت، بعد زيارة ميدانية قام بها إلى حلب إنه لا توجد قوة يمكنها إسقاط نظام الأسد. ويرصد فيسك في مقاله الشوارع الخالية ومظاهر الدمار على المنازل نتيجة القصف والمعارك التى شهدتها حلب بين قوات التمرد المسلحة والجيش السوري النظامي، مع بقاء سيطرة الأسد على المدن. ويصل الكاتب البريطانى المخضرم إلى سرد الإحصاءات الرسمية للقتلى والمصابين، ويشير إلى مقتل 700 ممن وصفهم بالإرهابيين والعديد من الجرحى وإجمالى قتلى الجيش 20 جنديا و100 جريح. وبينما كثف النظام السوري مباحثاته مع روسيا والصين وإيران بشأن الأزمة، أعلن عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري أن المجلس يبحث تشكيل حكومة مؤقتة، مشيرا إلى قرب تنحي الرئيس الأسد عن منصبه. وقال رئيس مكتب الحراك الثوري في ”المجلس الوطني السوري” جمال الوادي في تصريح خاص لراديو ”سوا” الأمريكي أمس الأربعاء إن المعارضة قادرة على قيادة البلاد بعد تنحي الأسد. وأضاف أن المعارضة ليست مفككة، وهناك حقائق تثبت ذلك منها أن المعارضة الخارجية أجمعت على ضرورة تنحي الرئيس قبل أي حوار، كما أجمعت على عدم الحوار مع النظام وتحويل أركانه إلى محكمة العدل الدولية. من جهتها أرسلت وزارة الخارجية السورية خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أكدت دعمها لكل الخطوات التى تتخذها الأممالمتحدة على النطاق الدولى كحجر زاوية لنجاح مهمة الأممالمتحدة في سوريا، وقالت ”إذا لاحظت ما قاله الأخضر الإبراهيمى من أنه يحتاج -لكى ينجح -إلى موافقة المجتمع الدولي على مسار العمل مع سوريا، ونحن نتفق مع ذلك، بأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يوافق على دعم الوساطة ودعم حل سياسي”. كما قالت بثينة شعبان، المبعوثة الخاصة للرئيس السوري بشار الأسد، إن ”الحكومة السورية تدعم دور الأممالمتحدة في سوريا وأية ”صيغة” تريد استخدامها، وذلك فى إشارة إلى الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي، الذى خلف كوفي عنان كمبعوث جديد للأمم المتحدة في سوريا”. وأضافت شعبان، التي تتولى منصب المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري منذ عام 2008 في تصريحات نشرتها الصحف الصينية، ”إننا ندعم دور الأممالمتحدة ونعرب عن تأييدنا للمبعوث الجديد الذي قامت بتعيينه”، مشيرة إلى أن سوريا ”تدعم الأممالمتحدة إذا ما أرادت تغيير شكل المهمة وندعم أية صيغة تريدها الأممالمتحدة، مثل أن يكون لها مكتب سياسي أو شكل مختلف”.