يعاني سكان منطقة بوتياس بالميلية في جيجل من مشاكل وصعوبات لا حصر لها جراء التهميش الذي طالها من قبل المجلس البلدي المنقسم على نفسه، الذي عجز عن التخفيف من معاناة مئات العائلات تظل تلهث وراء صهاريج المياه لتوفير الكميات اللازمة لضمان شرب ونظافة أعضائها بأثمان خيالية تصل إلى 1000دج للصهريج الواحد. كشفت الزيارة التي قادتنا إلى حي بوتياس الواقع على بعد 06 كلم غرب مدينة الميلية أن وضع مواطنوه لم يتغير رغم حداثة الحي الذي يحتضن مايقارب 4000 نسمة، فكل أبناءه الذين تحدثنا إليهم، أجمعوا على أن شغلهم الشاغل كان ولايزال هو الماء الشروب، إذ لا تزور المياه حنفياتهم في الكثير من الأحيان إلا مرة كل شهر، وفي هذا السياق يوجهون نداءا للسلطات البلدية من أجل توظيف واستغلال الخزانين بشكل عقلاني قصد ضمان تزويد المواطنين بالماء بشكل كاف.المشكل الآخر الذي صار يؤرق أبناء الحي وخاصة الذين يقطنون العمارات الواقعة في الجهة العلوية هو انعدام الإنارة داخل بيوتهم، إذ اكتفى البعض منهم بتوفيرها من خلال ربط بيوتهم عن طريق الكوابل الكهربائية ببيوت الجيران، وقد صارت هذه الكوابل تشكل خطرا حقيقيا على الأطفال بسبب قربها من الأرض ومازالت لحد الآن إدارة البلدية وكذا مؤسسة سونلغاز تتهربان من المسؤولية وهو ماينطبق على ديوان الترقية والتسيير العقاري، الذي لم يحرك ساكنا لإنقاد أرواح سكان عمارتين متصدعتين تقعان وسط الحي المذكور. من جانب آخر،أسر لنا أعضاء في جمعية الحي بأن محلات بعض العمارات قد تحولت أوكار ليلية للمدمنين على المخدرات الذين يبيتون يتجولون في مختلف زوايا الحي محدثين إزعاجا حقيقيا للعائلات بسبب صراخهم تارة والشجارات التي تحدث بينهم تارة أخرى وفي هذا الإطار يطالب ممثلو الحي السلطات الولائية بضرورة بناء مركز أمني في المنطقة، سيما وأنها تقع خارج المدينة وفي ذات الوقت تتميز بتزايد عدد سكانها. المصادر ذاتها،أكدت للفجر بأن مواطني المنطقة يضطرون إلى التنقل نحو مساجد أولاد علي أو العرابة التابعة لبلدية العنصر من أجل أداء الصلوات لافتقار المنطقة إلى المسجد الذي تم اختيار أرضية بنائه في الجهة الشمالية للحي ليتم تعويضه ببناء عمارات إضافية ولذلك يطالب أعضاء الجمعية الدينية من الهيئة الولائية الوصية التدخل العاجل لحل هذه المشكلة وتقديم كل المساعدة لهم لبناء المسجد فهم في أمس الحاجة إليه كي يتخلصوا من التنقلات المتعبة صيفا وشتاء نحو مساجد القرى المجاورة.هذا ويترجى مواطنو الحي المذكور السلطات المحلية أن تستجيب لمطلبهم القديم المتمثل في وضع ممهلات على الطريق المحاذي الرابط بين بلديتي الميلية وأولاد يحي لتخفيف السرعة الجنونية لأغلبية السائقين العابرين له. جدير بالذكر،حاولنا عدة مرات الإتصال برئيس البلدية لمعرفة رأي الإدارة بخصوص الإجراءات المتخذة من طرفها لحل مشاكل الحي، إلا أننا اصطدمنا بانشغالمسؤولي البلدية بالاحتجاجات التي قام بها سكان قريتي الصهريج وأولاد عربي خلال 48 ساعة الماضية.