تقول العجائز في بلاد القبائل أن جلد الشاة المذبوحة صبيحة عيد الأضحى المبارك من شأنها أن تعالج حب الشباب إذا ما قام المصاب بمسح وجهه بجلد الشاة مباشرة بعد سلخها. وهذه العادة التي تتبعها الكثير من العجائز تعود في جزء منها إحياء لذكرى الملك الأمازيغي كسيلة أو أكسيل الذي سجنه عقبة بن نافع في عام 681 م، حيث كان عقبة يحتقر كسيلة وبالغ في إهانته حيث يروى ابن خلدون ويقول “كان عقبة يستهين بكسيلة ويستخف به وهو في اعتقاله. وأمره يوماً بسلخ شاة بين يديه فدفعها إلى غلمانه، وأراده عقبة على أن يتولاها بنفسه، وانتهره، فقام إليها كسيلة مغضباً. وجعل كلما دس يده في الشاة يمسح بلحيته، والعرب يقولون: ما هذا يا أمازيغي؟ فيقول: هذا جيد للشعر، فيقول لهم شيخ منهم: إن الأمازيغي يتوعدكم. وبلغ ذلك أبا المهاجر فنهى عقبة عنه وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستألف جبابرة العرب، وأنت تعمد إلى رجل جبار في قومه بدار عزة قريب عهد بالشرك فتفسد قلبه، وأشار عليه بأن يوثق منه وخوفه فتكه، فتهاون عقبة بقوله. ويؤكد المؤرخون أن أقصى حدود الإهانة التي فرضها عقبة بن نافع على كسيلة الأمازيغي هي ذبح الشياه للجنود العرب. ذلك أن ذبح الذبائح يعد أمرا مهينا لنبلاء الأمازيغ وزعمائهم، وقد كانوا يستعيضون عن ذلك بقتلها بالسيوف والرماح. لقد كان الجزارون يأمرون في القبائل قديما بتشكيل طبقة تعد من الخدم تسكن خارج الدواوير. ويسمى الخدم عند التوارڤ بإيكلان ليس لأنهم عبيد استقدموا من الجنوب وأيضا لأنهم يحترفون الجزارة.