تحولت أجزاء هامة من سوق حي سيدي الجيلالي، شمال سيدي بلعباس، والمعروف بسوق الحسناوي، إلى مفرغة عمومية حقيقية اتسعت رقعتها الجغرافية في وقت زمني قصير، حيث أضحت تشوه السوق المتكون من مئات المحلات التي لم يمض على إنجازها إلا سنوات قليلة، الموقع هذا الكائن بمحاذاة ساحة الوئام القلب النابض للجهة الشمالية من المدينة.. وأصبح قبلة للمواطنين الذين وجدوا في محلاته المغلقة مكانا مناسبا لرمي نفاياتهم المنزلية بشكل يومي ضاربين كل القوانين عرض الحائط، ما أدى إلى تلوث محيط السوق وكل أرجائه الداخلية، الأمر الذي أثار استياء التجار العاملين به والحرفيين الذين استنكروا الوضع وألقوا بكامل المسؤولية على عاتق المسؤولين، حيث طالبوهم بالتدخل العاجل لإجبار المستفيدين من المحلات المغلقة على إستغلالها أومنحها لشبان آخرين بهدف قطع الطريق أمام الرمي العشوائي للنفايات من جهة ومساعدة الشباب العاطل عن العمل من فئة الحرفيين من جهة أخرى، وهو نفس ما ذهب إليه عمال النظافة الذين أكدوا أن نقص التربية البيئية لدى المواطنين تسبب في تفاقم الوضع رغم قيامهم بالرفع المنتظم للقمامة. تجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية، وفي مقدمتها مصالح البلدية والدائرة، بالتنسيق مع غرفة الصناعة، كانت قد استرجعت شهر مارس المنصرم 27 محلا تجاريا من السوق المذكورة، بعد أن طالها الإهمال لسنوات عديدة وأعادت توزيعها على حرفيين تابعين لغرفة الصناعة التقليدية والحرف بعد أن تم تعيين لجنة تكفلت بتوزيع هذه المحلات على حرفيين من أرباب العائلات ممن هم في أمس الحاجة لعمل يضمن لهم العيش الكريم، مراعية في ذلك جملة من الشروط الموضوعية، وقد شرع هؤلاء الحرفيين في ممارسة أنشطتهم الحرفية على غرار صناعة الألبسة التقليدية، الجلابة، صناعة السروج وكذا الحلاقة وصناعة الحلويات. وتسعى ذات الجهة للمطالبة بحوالي 33 محلا آخر غير مستغل بذات المركز التجاري بهدف التكفل بالعدد الكبير من الحرفيين، والذي يفوق 3 آلاف حرفي منخرط، وكذا توسيع النشاطات التقليدية كالنقش على النحاس، الخزف، الألبسة التقليدية والأفرشة، باعتبار أن الولاية تزخر بمواد أولية متعددة.